تأمل.. أخل بنفسك.. تأمل ذاتك.. تأمل علاقتك بها.. تأمل علاقتك بمن حولك وبما حولك.. أترك الدنيا ولو قليلا.. تفرغ لنفسك.. لروحك. لقد تأمل الأنبياء والرسل والعظماء.. إنها رحلة الوعي في الفضاء الداخلي للنفس بعد الدخول إلى الذات والتنقل بالأحاسيس والمشاعر في هذا الفضاء بين محطات عدة.. من الجسم إلى العقل وإلى الفكر والروح وأبعد من ذلك. انشغالنا الكبير وأسلوب حياتنا المتسارع واهتماماتنا والتزاماتنا المتنوعة والكثيرة تعرضنا باستمرار للتوتر والقلق، وهذا يستدعي أن نتوقف قليلا، وأن نخلو إلى أنفسنا لتفريغها مما علق بها من شحنات سلبية تراكمت وقد ترهقنا. ما علينا إلا اختيار الفرصة والهروب بالذات إلى ذاتها، ويفضل أن يكون إلى مكان رحب واسع ومريح للنفس والأعصاب. عند الاستفراد بالذات استرخ تماما وقم بتهدئة كل الأفكار وتحييد كل مؤثر خارجي، وبعد أن تقوم بحوار إيجابي مع النفس حاول أن تتخلص من الأفكار السلبية، ثم الغوص بهدوء في الفضاء الداخلي للنفس، وبعد أن تتمكن من خلق دائرة ربط واتصال صحيح بين نفسك وكل ما يحيط بك من مكونات الكون، تبدأ الرحلة بالانتقال من التفكير بالجسم إلى الولوج في العقل ثم الفكر والروح.. لتطرح بعض الأسئلة منها: من أنا؟ كيف أعيش؟ ماذا أستطيع أن أفعل؟ ماذا أريد؟ ولماذا أريده؟ .. رتب أفكارك من جديد واجعلها ما أمكن منسجمة مع بعضها.. ضع سلم أولوياتك الجديد.. ضع خطة عمل لكل هدف على حدة. بحيث يكون بين أفكارك تسلسل وانسجام، وهذا ما يؤدي إلى تطوير المهارات النفسية لكي تقوم بواجبها ووظائفها بشكل أفضل، وتحرير كل ما هو جميل بداخلنا من أفكار وأحاسيس وشعور مما يؤدي للشعور بالارتياح والانشراح. هي إذن لحظات لا بد منها لشحن القوى الذهنية ولاستعادة العزيمة وتقوية الثقة بالنفس.