باشر 50 خريجا من كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبدالعزيز، في مخيم للتدريب الحقلي في صحراء العبلاء بمحافظة بيشة، للعام العشرين على التوالي، برفقة عشرة من أعضاء هيئة التدريس، وعيادة طبية مجهزة وطبيب و18 سيارة بسائقيها ومرافق أخرى. الخريجون الذين تجمعوا في خيام محدودة قالوا أن لجوء الجامعة سنويا لنفس الموقع كان يجب أن يكون حافزا لإنشاء مقر دائم، بعيدا عن هذا الوضع الصعب الذي يعيشونه، مشيرين إلى كثرة الحشرات، وانعدام أي وسائل راحة «لا مياه باردة إذ نعتمد على شرب الحارة في ظل انعدام البرادات، ولا هواء عليل في فترات النوم خاصة في ظل حرارة الطقس في الموقع، ولا دورات مياه مهيأة، حتى إن الخدمة الطبية يمكن وصفها بأنها دون المستوى المطلوب في هذه الحالة». وأوضح رئيس المخيم وعضو هيئة التدريس الدكتور محمد إبراهيم متسه أن الجامعة دأبت على إيفاد طلابها للعبلاء لكونها منطقة نموذجية للدراسة الجيولوجية بحيث تحتوي على كافة أنواع الصخور والتراكيب البنيوية ضمن منطقة محدودة مما يتيح للطالب التعرف على الصخور وبأقل جهد، والسبب الآخر هو اعتدال درجة الحرارة نسبيا ولا نغفل المكانة الاقتصادية للعبلاء لاحتوائها على معادن أهمها الذهب. وأشار إلى أن هناك رسالة ماجستير عن منطقة العبلاء من الناحية الجيولوجية، حيث تعد من أهم ما كتب بشأن العبلاء من الناحية الجيولوجية. وأضاف أستاذ الجيولوجيا الدكتور محمد عبد الواحد محمد سليمان أن العبلاء معروفة لدى الجامعة ونالت حظا من الدراسة الجيولوجية، حيث تحتوي على تراكيب الطي والتصدعات الجيلوجية كما تصنف صخورها من حيث النشأة إلى صخور حقبة ما قبل الكامبري وأعمار تلك الصخور أقدم من 600 مليون سنة، متمنيا أن تطول مدة التدريب ليتسنى لطلابه الاستفادة من هذه الفرصة للتعرف على جميع الصخور.