يفضل نجوم يورو 2012 الهروب من الواقع في اللحظات التي تسبق انطلاق مبارياتهم في البطولة بحثا عن التركيز فماهو مطلوب منهم داخل الملعب، ولم يجد هؤلاء اللاعبين طريقة أفضل من الاستماع للموسيقى لتصفية أذهانهم ولشحذ هممهم ببعض الأغاني الوطنية وأخرى الرومانسية، معتمدين على الدراسة التي أجريت من قبل علماء النفس تبين لهم أن للموسيقى اتصالا مباشرا بالناحية الوجدانية لدى الإنسان، وأن أعصابه تتأثر تأثرا واضحا عند الاستماع إلى ألحانها المشوقة، ولذلك أنشأت مستشفيات خاصة ومراكز العلاج بالموسيقى يعالج فيها المصابون بالإمراض العصبية والعقلية. وكثيرا ما يتضح بعد أن يفحص المريض فحصا دقيقا، أن علاجه لا يحتاج لغير بضعة برامج موسيقية تتناسب مع قوة أعصابه أو ضعفها، فالموسيقى للمرضى دواء وللمنهوكين شفاء، لذا يجب على المرء أن يخصص جزاء من أوقاته لسماع الموسيقى، لما لها من مزايا وفوائد عديدة، فهي تولد في النفس رقة المشاعر وطهارة الروح، وتغرس في نفس الفرد حسب التجدد والذوق السليم. كما أنها تفرج عن الإنسان الهموم والأحزان، وتساعده على تمضية أكثر العمر فرحا وطربا. ولم يجهل العرب فائدة الموسيقى في الشفاء من بعض الأمراض النفسية والعصبية والعقلية، فالرازي كان في ابتداء حياته موسيقيا وضاربا ممتازا على العود ثم ترك ذلك وأقبل على دراسة كتب الطب والكيمياء.. فنبغ فيها جميعا. ويبدو أن ذلك لم يمنعه من استخدام الموسيقى في أغراض العلاج فقد وردت إشارات في بعض المراجع لم يشر أصحابها إلى مصدرها، إلا أنه يغلب على الظن أن الرازي درس فائدة الموسيقى في شفاء الأمراض وتسكين الآلام. وقد بدأ العلاج بالموسيقى في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث اعتاد عدد من الموسيقيين الذهاب للمستشفيات لعزف المقطوعات الموسيقية للمرضى من ضحايا الحروب الذين يعانون من الآلام الجسدية والعاطفية، وقد كان الاكتشاف حين أحس هؤلاء المرضى بالراحة وطلبوا من الأطباء تعيين موسيقيين في المستشفيات، لكن الأمر تطلب بعض التدريب لهؤلاء الموسيقيين، ومن ثم نشأ أول برنامج في العالم لمنح درجة علمية في العلاج بالموسيقى في جامعة ولاية ميتشجان عام 1944م، وبعد ذلك انتشر العلاج بالموسيقى وصار علما مستقلا بذاته يدرس في معاهد متخصصة، وبذلك انتقل الأمر من مجرد الترويح إلى العلاج الفعلي لبعض الحالات.