في السنوات الأخيرة يشهد العالم تغيرا مناخيا غير معهود وخاصة في الجزيرة العربية وما جاورها والرياح التي تعتبر سريعة ومثيرة للأتربة والغبار كان يطلق عليها الخماسينية أي عدد ايامها 50 يوما يكون الجو فيها متقلبا وغير مستقر على حال لكن في السنوات الأخيرة طال زمن هذه الرياح والتي قد تحمل معها ما تحمل من غبار وما تثيره من اتربة. وقد خاض الكثير من الكتاب والمهتمين بهذا الجانب لتوضيح مضار ومنافع الغبار استنادا لمقدمة لابن خلدون، ذكر أن الأرض بعد تقلب الفصول تبدأ بلفظ امراض وحشرات قد تهلك المحاصيل الزراعية، وقد يتعدى ضررها الأنسان، فالغبار أرسله الله سبحانه ليكون بمثابة مبيد لهذه الحشرات وهذا جزء من منافع الغبار. وما آية التيمم الا دليل من القرآن الكريم وهناك ادلة من السنة النبوية المطهرة: «طهور اناء احدكم اذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات اولاهن بالتراب». رواه مسلم. وأحب أوضح هنا ان الانسان بعد اكتشاف النفط تسبب في احداث تلوث بيئي بما يخلفه من نفايات سامة كالمفاعلات النووية التي انتشرت في بلاد الغرب، والشرق، وما تحرقه عوادم المصنع والسيارات واشياء لم يحيط بها علمي وعلمكم بدليل ظهور كثير من الامراض التي لم تكن معروفة في ازمنة مضت، وتفشيها في كثير من بلاد العالم منها ما هو خطير، وقد يكون منها ما يصيب بالعمى والشلل، ومراكز الابحاث تعمل على الوصول لاكتشاف اسبابها. والأدلة التي استند لها تبين ان التراب والغبار تتعدد منافعه الطبية فمثلا حديث الكلب، صيغة الحديث توجيه وامر باستعمال التراب بمعنى أن الماء لا يكفي وحده لقتل الفيروس. لم تقتصر منافع التراب على قتل فيروسات الكلب، أو طهارة الجسم للصلاة بل يداوي من الجروح. ربما يعتقد البعض ان التراب ملوث وهذا مجانب للصواب فالتراب لا يكون ملوثا الا بفعل البيئة التي يتواجد بها أو بفعل الانسان. لهذا يتبين في الآية الكريمة كقوله تعالى (فتيمموا صعيدا طيبا) الصعيد هو المكان الواسع الشرح، طيبا أي نظيفا لم يشبه ما يغير لونه وطبيعته. وكما أن له منافع له مضار قد عرفها الطب الحديث والتي لا تخفى على احد. هذا واسأل العلي القدير ان اكون قد اصبت في بحثي المتواضع راجيا من المولى عز وجل النفع للمسلمين وان كان هناك خطأ من نفسي والشيطان. خالد محمد الغضيه