أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة محمود عوف أهمية العلاقة بين المملكة ومصر في الميادين كافة، مستشهدا بمقولة الملك عبدالعزيز يرحمه الله حينما قال: «لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب»، وكشف عوف خلال الحوار الذي أجرته معه «عكاظ» أن وفدا من الخارجية المصرية وعددا من الوزارات المعنية قام بجولة خلال شهر مارس الماضي إلى الأردن، والمملكة، والكويت، والإمارات، لبحث مشاكل المصريين فى هذه الدول وتلبية طلباتهم. فإلى نص الحوار: • كيف تقرأون من وجهة نظركم تطور العلاقة بين جمهورية مصر العربية والمملكة؟ • في العام الماضي احتفل البلدان بذكرى مرور75 عاما على توقيع اتفاقية التعاون والصداقة بين المملكة ومصر عام 1355ه 1936م، تلك الاتفاقية التي كانت البداية الحقيقية لبناء القاعدة الصلبة للعلاقات الأخوية التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ. حيث أدرك المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه الأهمية الاستراتيجية للعلاقات السعودية المصرية وسجل التاريخ مقولته الشهيرة «لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب»، فمنذ أن بدأ المغفور له بناء الدولة السعودية الحديثة في عام 1902م حرص على إيجاد علاقة قوية مع مصر. وهو ماحرص عليه جميع أبنائه الملوك من بعده، ماجعل هذه العلاقات هي حجر الزاوية في النظام العربي والإقليمي. • تحرص المملكة ومصر على زيادة الاستثمارات فيما بينهما، فكم بلغت قيمة الاستثمارات في الجانبين؟ وهل هناك نية لزيادة ذلك التعاون؟ • أؤكد أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين حققت نموا مطردا، حيث زاد التبادل التجاري من مليار و340 مليون دولار عام 2005 إلى خمسة مليارات دولار عام 2011، أي بمعدل ثلاثة أضعاف خلال ست سنوات، وبلغ عدد المشروعات الاستثمارية التي تسهم فيها رؤوس الأموال السعودية في مصر نحو 2268 مشروعا برؤوس أموال تزيد على 86 مليار جنيه مصري لتحتل المملكة المرتبة الأولى للاستثمارات العربية في مصر، كما زادت الصادرات المصرية للسوق السعودية زيادة كبيرة حيث وصلت إلى 2.3 مليار دولار خلال عام 2011، فيما وصلت واردات مصر من المملكة 2.7 مليار دولار. بالإضافة إلى أن هناك استثمارات مصرية خالصة في المملكة تقترب من 750مليون دولار، كما قفزت الاستثمارات المصرية السعودية المشتركة إلى مليار ونصف المليار دولار ويتواجد في المملكة ما يقرب من 500 مستثمر ورجل أعمال مصري وشركة، إلا أن هذه الأرقام مازالت لا ترقى إلى حجم العلاقات السياسية والأخوية التي تربط البلدين الشقيقين. • لا شك أن مصر تحتل مكانة خاصة لدى السائح السعودي.. ما هي رؤيتكم في ذلك؟ • أعداد السيا ح السعوديين إلى مصر تتراوح حاليا ما بين 500 إلى600 ألف سائح سنويا، بخلاف 300 ألف مواطن سعودي يقيمون في مصر للعمل أو الدراسة، وتحظى الجالية السعودية برعاية خاصة من حكومة وشعب مصر، كما تفتح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة بكل ترحاب أبوابها للطلبة السعوديين، وأود أن أوضح أن أصول الاستثمارات السعودية في قطاع الفندقة والسياحة في مصر لم تتضرر جراء الأحداث الأخيرة، وربما حدث انخفاض في الحركة التشغيلية لهذه المنشآت والمرافق، وأن التوقعات المستقبلية تبرز تحسن حركة السياحة تدريجيا في مصر عقب الانتخابات الرئاسية، وعودة السياحة إلى وضعها الطبيعي مع تحسن الأوضاع الداخلية. • هل هناك نية من الجانب المصري للتوسع في التعاون الاقتصادي والثقافي مع المملكة؟ • تجسيدا للعلاقات المتميزة بين مصر والمملكة في مختلف المجالات، فإن الاتفاقيات الثنائية بين البلدين لا تقتصر فقط على الجانبين السياسي أو الاقتصادي، وإنما تشمل أيضا الجوانب الثقافية والفنية والرياضية والإعلامية، وهي مجالات تحكمها اتفاقيات، وبروتوكولات، ومذكرات تفاهم تضع تفاصيل هذا التعاون موضع التنفيذ.