عاشت قرية أطفال طيبة لرعاية الأيتام بالمدينةالمنورة في الأيام الماضية، أحداثا مؤسفة داخل مقرها الذي يؤوي أكثر من 95 يتيما ويتيمة، قبل أن تطالهم التصفية العددية، والإجراءات الإدارية، بعزل الأولاد عن البنات وتقليص عدد الفتيات اليتيمات، عن طريق نقل 5 منهن إلى الرياض، وواحدة إلى جدة، وأخرى علق مصيرها بين مكاتب الإشراف، أو بالحجز، أو التهديد بفتح بلاغات في الشرطة. «عكاظ» اقتحمت أسوار قرية أيتام طيبة، لتقف على حقائق تلك الأحداث.. تعتبر قرية أطفال طيبة التابعة لجمعية طيبة الخيرية والتي تتبناها إلى جانب أنشطة أخرى منها كفالة الأيتام، قافلة الخير، مركز علاج وجراحة الكلى، ودور الإيواء، والأربطة الخيرية، وعدد من الأنشطة النسائية، حيث كانت قرية أطفال طيبة، ضمن مشروع «دار الطفولة السعيدة للأيتام» وطورت فكرة مشروع رعاية الأيتام برؤية جديدة وعصرية، خاصة للذين في حسبة «مجهولي الأبوين» لتقريبهم من بيئة طبيعية تجعلهم في نمط العيش السليم للأسرة السعيدة. مبنى القرية وخصص المجلس التنفيذي لمشاريع جمعية طيبة الخيرية النسائية الذي كان يترأسه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة سابقا، ونخبة من المسؤولين، ورجال الأعمال، جزءا من الأرض المملوكة للجمعية في المدينة لإنشاء مشروع «قرية أطفال طيبة» التي اكتمل مشروعها في العام 1425 ه، حيث يشتمل على 16 مبنى تضم 64 شقة سكنية، وفور اكتمال مباني المشروع استوعبت القرية ما يقارب 360 طفلا وطفلة و64 أما مقيمة و12 حارسة و6 عاملات تقريبا. إسكان الأيتام ومع اكتمال المبنى، بدأت الاستعدادت والترتيبات الخاصة، آنذاك بإقامة دورات تدريبية ضمن برنامج تدريبي لاختيار كوادر العاملين من الموظفات والأمهات والعاملات، ومن ثم بدأت عملية إسكان الأطفال في القرية، وذلك في بداية العام 1426 ه، ومن ثم اختيار الجهاز الإداري والوظيفي للقرية، وتقرر أن يشرف على القرية مجلس إدارة برئاسة رئيسة جمعية طيبة، وعضوية نخبة من سيدات المجتمع، بالإضافة إلى مجلس لجنة تنفيذية تضم عددا من عضوات المجلس وهي المرجع الاساسي لإدارة القرية. خبرات عالمية واستعانت القرية في منهجها التربوي بتجارب وخبرات بعض القرى الموجودة حول العالم، ومن ثم نظمت زيارات ميدانية للاطلاع على التجارب المختلفة والناجحة منها، كما اعتمد المجلس التنفيذي برنامج الرعاية الأسرية الشاملة لليتيم، حيث يهتم البرنامج بالرعاية الجسمية والنفسية والاجتماعية الشاملة، حتى تكون بيئة طبيعية قريبه من الجو الأسري في المجتمع الاسري السليم، كذلك وضعت اللجنة نظاما لعمل القرية، يتناسب مع الخصائص الدينية والثقافية والاجتماعية والتربوية في المملكة. إنجازات وإخفاقات الآن وبعد مرور 7 سنوات تغيرت الأمور وأصبحت الأشياء ليست هي الأشياء، فقد دخلت القرية في حالة انشقاق مع من تؤويهم من الفتيات ولم يسلم من هذا حتى الأطفال، فتحولت بذلك الأوضاع من إنجازات متتالية للقرية في جميع الأصعدة إلى حالة اخرى لا تسر هبطت بالأيتام من القمة حالة احباط، لتدخل جهات أخرى منها الشرطة وحقوق الإنسان، لفك الاشتباك، عندما انتهجت إدارة القرية إجراءات تأديبية بحق الفتيات كنوع من التأديب الذي وصف من قبل المراقبين بأنه غير منهجي، واعتبر بأنه انتهاكات غير مقبولة. الأيتام يتحسرون «عكاظ» دخلت القرية والتقت عددا من الأيتام، وتحسر عدد منهم على ما آلت إليه الأوضاع في القرية، مشيرين إلى أنها لم تعد كسابق عهدها، مبينين أن القرية تضم 64 شقة والمسكون منها 16 شقة فقط، وفي كل شقة فتاتان أو 3 4 إلى جانب أم بوظيفة «مشرفة» وذلك حسب «شفتات» دوام الأم، مشيرين إلى أن ذلك حدث بعد عمليات الإبعاد التي طالت فتيات القرية، فلم يعد في القرية سوى 27 يتيمة، وأن العدد قابل للتناقص في ظل الأوضاع الحالية.