ليس مستغربا أن تعلن اليوم الاستراتيجية الأممية لمكافحة الإرهاب من مدينة جدة، مثلما ليس مستغربا أن يلتئم الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لمركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب على أرض المملكة، فمن هنا يحارب الإرهاب. فنحن منذ البدء كنا الخصم الأول للإرهاب، كما أننا أول من حذر منه ودعا إلى تحالف دولي لمكافحته، وسجل المملكة في مكافحة الإرهاب ثري وجلي، ويمكن لأي متابع للسياسات الدولية أن يرصد مواقف المملكة في هذا المجال. فالمملكة لم تكتف بمكافحة الإرهاب أمنيا رغم أنها تفوقت في هذا المجال أيما تفوق وصار بعدها الأمني يتجاوز مكافحة الإرهاب الداخلي إلى تحذير الدول الأخرى وتنبيهها عن نواياه وعملياته المفترضة. أجل لم تكتف المملكة بمكافحة الإرهاب أمنيا بل حاربته فكريا وسياسيا واقتصاديا وعملت المستحيل لتجفيف مصادر تمويله وأحكمت الخناق على مسبباته ومنابعه. ولم تكن دعوة المملكة للعالم للوقوف ضد الإرهاب وليدة اليوم بل هي سياسة راسخة حافظت عليها وعززتها المملكة، حيث إنها من أولى الدول التي وقعت الاتفاقيات الدولية ضد الإرهاب، ومنها اتفاقيتا طوكيو ولاهاي، كما عملت عربيا عبر مجلس وزراء الداخلية العرب على إقرار العديد من الاتفاقيات التي تقف بصرامة ضد الإرهاب، ومنها الاستراتيجية الأمنية العربية للإرهاب. ومن هنا جاءت الدعوة السعودية الأممية بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ودعوة دول العالم للانضمام تحت لوائه لمحاربة الإرهاب وأخطاره الفادحة.. والذي لقي صدى دوليا كبيرا كانت أولى ثمراته الاستراتيجية التي من المتوقع أن ترى النور في الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري الذي ينطلق اليوم في جدة.