شكل بشار الأسد لجنة للتحقيق في مجزرة الحولة !، و بالطبع استطاعت لجنة الشبيحة الخروج بتقرير عن المجزرة خلال ثلاث دقائق مؤكدة أن من قام بالجريمة النكراء هم الإرهابيون، كان يمكن أن يكون تقرير هذه اللجنة هو النكتة الأكثر إثارة للبكاء في ذلك اليوم لولا تزامنها مع نكتة أكثر سماجة قام بها حلفاء بشار في طهران حين زار قائد قوات الحرس الثوري جزر الإماراتالمتحدة وقال خلال جولته التفقدية للقوات المرابطة هناك وبعد تأكده من جاهزيتها القتالية إن إيران تشد على ( يد الصداقة ) للدول الإسلامية وخاصة دول جنوب الخليج ! . بشار يترنح على الكرسي الملطخ بدماء الأبرياء منذ أيام أبيه الذي علمه الجزارة، وإيران تترنح في كل اتجاه محاولة إنقاذ حليفها المجرم، وتلوح للغرب بأن أي عمل عسكري دولي ضد سورية قد تصاحبه أزمات كبرى في منطقة الخليج. الشبيحة يذبحون النساء والأطفال، و جيش بشار يقصف البيوت أمام أنظار المراقبين الدوليين، والحرس الثوري الإيراني يعمل في كل الاتجاهات، ويتحرك مع حزب الله وبقية عملائه في كل مكان لإنقاذ ما لا يمكن إنقاذه: نظام بشار الأسد وفي مثل هذه السكرات التاريخية يرتكب المجرمون الكثير من الأفعال المضحكة مثل أن يتولى الشبيحة التحقيق في مجزرة الحولة، أو أن تمد قوات الحرس الثوري يد الصداقة لدول الخليج وهي تتدرب على القتال في الجزر الإماراتيةالمحتلة ! . نحن اليوم أمام شكل جديد من الشياطين؛ شياطين خفيفة الظل .. تفعل كل الجرائم التي لا يتخيلها العقل ثم تدعونا إلى فنجان قهوة في مسرح الجريمة !، أياد ملطخة بدماء الأطفال والنساء تمتد بحثا عن مصافحة أخوية !، قتلة تخوض أقدامهم في بحيرات الدم. يضعون السكاكين في جيوبهم، ويخرجون أوراقا وأقلاما لكتابة تقرير يدين المجزرة البشعة، وأعداء طامعون يصوبون بنادقهم باتجاه رؤوسنا ويقولون للواحد منا: (ابتسم للكاميرا) ! . لقد دعا قائد الحرس الثوري ما أسماه بدول (جنوب الخليج) إلى قطع أيادي الاستكبار العالمي عن المنطقة في ظل (الوحدة والأخوة فيما بينها) معربا عن ارتياحه لمستوى وحجم (الجاهزية الدفاعية للقوات القتالية) الموجودة في الجزر الثلاث المحتلة ! أما تقرير لجنة الشبيحة فقد خرج بنتيجة ملخصها أن مجزرة الحولة (تندرج ضمن المخطط العربي الذي يهدف إلى الإيحاء بوجود حرب أهلية في سورية) ودعا الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية المجتمع الدولي قائلا : (تعالوا إلى الحوار إذا كنتم على قدر التحدي لمعرفة ماذا سنفعل بسوريتنا ؟!) ... في الحالتين يبدو كلام الشياطين وقت ارتكاب الجريمة البشعة مزخرفا بالعبارات البريئة ! . سوف يسقط بشار الأسد رغما عن أنف ملالي طهران، وسوف يلقي به شعب سورية البطل إلى مزبلة التاريخ هو وشبيحته، وقد يكون في هذه المزبلة مساحة لحزب الله أيضا ! أما إيران فهي تعرف جيدا أن يدها سوف تقطع قبل أن تصل إلى الخليج، وقد جربت في الثمانينات كم هو الأمر مؤلم! لذلك تلجأ للتهويش، ووضع كل الأوراق على الطاولة كي يحدث المستحيل، وينجو حليفها بشار برقبته الطويلة من الذبح. كما أنها تركز على العدوان بطريقة غير مباشرة عن طريق الخلايا المرتبطة بالحرس الثوري في لبنان والعراق ودول الخليج ! .