اتخذ المصريون ميدان التحرير وسيلة للتعبير عن رفضهم للأوضاع السياسية، فلم تمض ساعات على إعلان نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية أمس الأول حتى انفجر الشارع من جديد ليعلن عن العودة لثقافة ميدان التحرير. واشتعلت النيران في أماكن عديدة أبرزها حرق مقر شفيق «المرشح لجولة الحسم على المنصب» في حي الدقي. لتتكرر مشاهد الفوضى مرة أخرى، لكن هذه المرة منبع الاحتجاجات التي طالما انتظرها الشعب المصري منذ تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك. وترى قوى ثورية أن العودة إلى التحرير والميادين هو الحل والرد الوحيد على هذه النتيجة، استنادا إلى أن هذه الانتخابات تعرضت لتدخل وتزوير بحيث أبعدت مرشح التيارات الثورية حمدين صباحي عن دخول جولة الحسم. ورغم خروج موسى من حلبة المنافسة وأيضا برغم معارضته للدولة الدينية، ومعارضة عودة النظام القديم ممثلا في شفيق إلا أنه يرفض أسلوب الاعتداء على مقار المرشحين. غير أن المرشح الرئاسي السابق وممثل شباب الثورة خالد علي قال ل«عكاظ» إنه يرى في العودة إلى الميدان السبيل الوحيد للضغط لأجل إبعاد شفيق من المشهد السياسي عبر تنازل مرشح الإخوان محمد مرسي للمرشح الناصري حمدين صباحي. وأضاف أن الثورة ستستمر ولن يرضى شباب الثورة بعودة فلول النظام. وبرغم أن جولة الإعادة باتت محسومة بين القطب الإخواني مرسي، والفريق أحمد شفيق، إلا أن السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية يرفض سياسة لي الذراع واللجوء إلى العنف، ويرى أنه طالما ارتضينا الديمقراطية واحتكمنا إلى الصناديق يتعين أن نحترم خيار الشعب. ولا يتفق شاكر مع إصرار بعض التيارات الثورية على إبعاد أي من المرشحين المتنافسين عن خوض جولة الحسم النهائي. ودعا إلى انتظار الأفعال والممارسات على الأرض عقب انتهاء جولة الانتخابات الثانية، واختيار الرئيس الجديد، وأكد أنه في حال حدوث انتكاسات أو نكوص بالعهود فإن الميادين والساحات موجودة ومفتوحة أمام الاحتجاجات.