أضحت ساحات الحرم المكي الشريف، يوميا واحة لتعارف العائلات التي تفد من كل صوب باتجاه المسجد الحرام، حاملين معهم أطيب التمر والقهوة العربية، خاصة في أوقات نهاية الأسبوع. وفيما تتوافد الأسر مبكرا للظفر بالصلوات بين جنبات البيت العتيق، تتحول الساحات إلى موائد عامرة تزينها التمور والقهوة والشاي، في مشهد إسلامي أصيل يعكس الترابط بين الأسر. وباتت دعوة الضيافة بين الأسر المشهد المألوف في الساحات، حيث تنسجم الأسر من داخل المملكة مع العائلات الوافدة من الخارج. «عكاظ» رصدت تواجد عدد من المعتمرين في وقت الذروة والتقت بعدد منهم، حيث أوضح سليم القريقري، القادم من جدة، «يظل الحرم المكي فرصة لا تفوت للتزود بالطاعات والهروب من رتابة الأسبوع وملل البيوت، وأحرص مع مجموعة من الزملاء على الحضور في كل خميس، حيث نستغل هذه الفرصة في الصيام ومن ثم نحضر إفطارنا معنا ونفطر في الحرم ونصلي المغرب والعشاء، حيث نحافظ على هذه العادة الجميلة منذ وقت وأحيانا أحضر معي أطفالي لحضور عدد من الدروس العلمية بالمسجد الحرام». وأضاف عبدالله السليم، من قطر، أن زيارته لمكةالمكرمة هذا العام سوف يستغلها في الصلاة في المسجد الحرام وفي الصباح سوف يقوم بجولة على المشاعر المقدسة وقطار المشاعر، مشيرا إلى إعجابه بساعة مكة، مبينا أن الكثيرين في حاجة إلى مرشدين سياحيين لتعريفهم الأماكن الأثرية بمكةالمكرمة، مثل شعب بني هاشم ومسجد البيعة ومسجد الخيف بمنى ومسجد نمرة ووادي عرنة بعرفات ومسجد المشعر الحرام وطريق مياه عين زبيدة بمزدلفة ومسجد الجعرانة، حيث إنه قابل الكثير من المعتمرين الذين يسألون عنها. وذكر حميد الردادي، من المدينةالمنورة، أن زيارته لمكةالمكرمة حققت فوائد كثيرة، منها الصلاة في المسجد الحرام والوقوف على المنجزات الحضارية من توسعة عملاقة في المسجد الحرام سواء في المسعى أو الساحات الشمالية أو الطرق الدائرية أو الأبراج السكنية التي تحيط المسجد الحرام. وبين أحمد العجمي، من الشرقية، أن تواجده في الحرم المكي أتاح الفرصة لأفراد أسرته التعرف على بعض الأماكن الأثرية، حيث إنه أعطى أبناءه دروسا ميدانية، وصحبهم إلى جبل النور وغار ثور، داعيا هيئة السياحة والآثار للاهتمام بهذه الآثار وعمل تطوير لها حتى يستطيع الزائر الوصول لها بسهولة.