عندما يرحل الإنسان عن هذه الحياة.. فإنه لايترك فيها إلا الخير الذي سعى لفعله طيلة أيام حياته. ولذلك هو لا يموت.. ولا يغيب عن أذهاننا.. ولا نستطيع نسيانه.. ولا نتوقف عن الدعاء له.. لما تركه من أثر إيجابي في نفوسنا.. ولما غرسه من أخلاق حميدة فينا.. ولما وهبنا من عظيم خصال تنفعنا في ديننا ودنيانا. مثل هؤلاء الأشخاص مدرسة تتلمذنا على أيديهم.. فما بخلوا علينا بنصح.. أو توجيه.. أو دعم تعددت ألوانه وأشكاله. ولأنهم خير أنيس.. وأصدق قريب.. وأعطف قلب فإننا حين فراقهم نبكي حرقة.. فمثلهم لا يتكرر كثيرا في هذا الزمان. تختلط مشاعرنا كثيرا حين توديعهم.. فبين الحزين على وداعهم وبين المستبشر خيرا بأن لهم الجنة بإذن الله نظير تمسكهم بالله تعالى واتباع هدي نبيه الكريم وما فعلوه من لين جانب مع الفقير والغني.. القريب والبعيد.. إن مثل هؤلاء البشر.. لا يجيدون فعل الشر.. ولا يمارسون السوء أبدا.. بل تجدهم متبسمين في وجه الغير.. ساعين لفعل الخير وداعين له.. لا يشتكون للناس.. ولا يعادون أحدا. لو أمعنت النظر في خصالهم لوجدت أنها خصال فريدة لا يتمتع بها إلا شخص وهب نفسه لله.. وآثر الآخرة على الدنيا.. لا نملك لهؤلاء الطيبين سوى الدعاء بأن يرحمهم الله تعالى وأن يعيننا على اتباع نهجهم والسير على خطاهم.