كانت أحد أهم أحلامي خلال تواجدي في المملكة المتحدة هو العيش مع عائلة بريطانية الأصل تطفلا مني لمعرفة عاداتهم وتقاليدهم. وقد تم إعلامي بواسطة صديقي محمد الغامدي بوجود عجوز بريطانية تدعى شيرلي وبستر تعيش مع كلبتها «ليشا» في منزلها الصغير بعد وفاة زوجها منذ 19 عاما مضت. وكانت تلك المواصفات جميعها ملبية لرغباتي. بدأت قصتي معها في شهر إبريل 2009 حينما تم تجهيز المنزل لاستقبالي لأول مرة وإعلامي بجميع شروط المنزل قبل التوجه إلى غرفتي الخاصة للنوم لليلة الأولى. وفي اليوم التالي تم تجهيز الجدول اليومي كاملا من لحظة إيقاظي من النوم صباحا وتجهيز وجبة الإفطار وذهابي للجامعة حتى عودتي للمنزل مساء وتناول وجبة العشاء ومتابعة التلفاز. من الذكريات الجميلة التي كنا نعيشها حينما نجتمع يوميا بعد السادسة مساء على كوب من الشاي الإنجليزي وقطع من البسكويت ومتابعة البرامج التلفزيونية على شاشة السينما المنزلية. ومن البرامج المفضلةGrey's Anatomy، Biggest loser والبرنامج المفضل على الإطلاق Britain's got talent. ومن الذكريات التي لن تغيب عن مخيلتي حينما فوجئت شيرلي بوجود والديَّ الكريمين في منزلها وإهدائها درعا بمناسبة يوم ميلادها الخامس والسبعين، وقد تم نحته خصيصا باسمها. أثناء ذلك لم تتمالك شيرلي نفسها حتى بدأت بذرف الدموع. وبعد تلك الفترة زاد شغف شيرلي للتعرف على أشخاص سعوديين وكانت «حنين» الإنسانة التي يتم السؤال عنها كونها تستطيع إجابة جميع أسئلة شيرلي عن التاريخ الإسلامي وسردها بطريقة تاريخية مشوقة. وفي أواخر عام 2011 تم تدهور الحالة الصحية لشيرلي إثر إصابتها بمرض السرطان المفاجئ الذي لم يمكنها من العيش لأكثر من أسبوعين. ومن آخر ما قالته أثناء اللحظات الوداعية لي أنا وزميلي رائد قبل وفاتها بيوم هي (إن لم أكن متواجدة في حفل تخرجكم جسديا فكونوا واثقين بتواجدي روحيا). كانت شيرلي وبستر من أهم المكاسب أثناء تواجدي في المملكة المتحدة. وحاليا هنالك علاقة قوية مع أفراد عائلتها الذين سيُكتب لهم إن شاء الله الدخول في الإسلام قريبا. فهد محمد الدوسري ماجستير تقنية حيوية بريطانيا