تدخل منتخبات إسبانياوألمانيا وهولندا إلى نهائيات كأس أوروبا التي تحتضنها بولندا وأوكرانيا اعتبارا من 8 يونيو المقبل وهي مرشحة للفوز باللقب، نظرا إلى النتائج التي حققتها في الأعوام الأخيرة وإلى النجوم التي تضمها في صفوفها. وسيكون المنتخب الإسباني على رأس لائحة المرشحين للفوز باللقب كونه حامل اللقب وبطل مونديال جنوب أفريقيا 2010، ورغم فشل أي من العملاقين ريال مدريد وبرشلونة في الوصول إلى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم فإن هذا الأمر لن يؤثر على معنويات «لا فوريا روخا» الساعي إلى أن يكون أول منتخب يتوج بثلاثية كأس اوروبا مونديال كأس أوروبا على التوالي. ويبدأ المنتخب الإسباني حملته وهو يبحث عن إنجاز تاريخي جديد يضيفه إلى ذلك الذي سطره في يوليو الماضي عندما أضاف لقب بطل العالم إلى اللقب القاري وهو يدخل بقيادة مدربه الفذ فيسنتي دل بوسكي وترسانة نجومه الرائعين إلى النهائيات وهو مرشح لرفع الكأس القارية للمرة الثالثة في تاريخه في صيف 2012. ويبحث دل بوسكي عن منح بلده إنجازا لم يحققه أي منتخب في السابق وهو الاحتفاظ باللقب القاري، وقد أصبحت الإنجازات متلازمة المسار مع «لا فوريا روخا» الذي تصدر تصنيف الفيفا لأول مرة في تاريخه عام 2008 ثم عادل الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية دون هزيمة (35)، بينها 15 انتصارا على التوالي (رقم قياسي). كما أصبحت إسبانيا أول منتخب يتوج بلقب كأس العالم بعد خسارته المباراة الأولى في النهائيات، ونجح الرجل الهادىء دل بوسكي الذي يعمل تحت الرادار ودون الضجة الإعلامية التي تحيط بالمدربين الآخرين، في أن يجعل منتخب بلاده ثاني بلد فقط يتوج باللقب الأوروبي ثم يضيف إليه اللقب العالمي بعد عامين، وكان سبقه الى ذلك منتخب ألمانياالغربية (كأس اوروبا 1972 وكأس العالم 1974). وسيكون بإمكان دل بوسكي أن يعول على جميع النجوم الذين قادوا المنتخب إلى لقبه العالمي الأول، باستثناء قائد برشلونة كارليس بويول الذي خضع لعملية جراحية في ركبته ستبعده عن النهائيات. وبالنسبة لألمانيا، فهي تعتبر دائما من المنتخبات المرشحة في جميع البطولات التي تشارك فيها حتى وإن كانت تعاني من غياب الأسماء الكبيرة أو لتقدمهم بالعمر، فكيف الحال إذا كانت تضم في صفوفها لاعبين رائعين فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة الأوروبية مثل توماس مولر، مسعود اوزيل، باستيان شفاينشتايغر، ماريو غوميز، توني كروس وماريو غوتسه. من المؤكد أن ال«مانشافت» سيسعى جاهدا لكي يعوض خيبة كأس أوروبا 2008 حين خسر في النهائي أمام إسبانيا ثم خرج على يد المنتخب ذاته في نصف مونديال جنوب أفريقيا 2010. وستكون الأنظار موجهة إلى المدرب يواكيم لوف الذي تنتظره مهمة اختيار اللاعبين القادرين على منح بلادهم لقبها الرابع في البطولة القارية. وبامكان لوف أن يعول على القائد الفعلي شفاينشتايغر الذي استعاد مستواه السابق بعد أن تعافى من الإصابة وهو كان صاحب ركلة الترجيح الأخيرة التي قادت فريقه بايرن ميونيخ إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب ريال مدريد، فيما يأمل قلب دفاع أرسنال الإنكليزي بير ميرتيساكر أن يكون قد تعافى من الإصابة قبل انطلاق البطولة القارية. وإلى جانب وصول بايرن شفاينشتايغر ومولر وكروس ولام وغوميز ومانويل نوير إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، فان دورتموند غوتسه وكيفن غروسكروتس وماتس هاملز توج بطلا للدوري المحلي، فيما أحرز أوزيل وسامي خضيرة لقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد. والأمر الوحيد الذي عكر صفو لوف وتحضيراته للنهائيات هو عدم تمكنه من ضم لاعبي بايرن إلى المعسكر الذي أجراه المنتخب في ساردينيا بين 11 و18 الشهر الحالي. من جهته، يعول المنتخب الهولندي الذي خسر نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010، مجددا على أسلوبه الهجومي ومن المؤكد أن مدربه بيرت فان مارفيك سيكون شخصا سعيدا للغاية لأنه يملك لاعبين مثل مهاجم أرسنال روبن فان بيرسي الذي توج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي وأفضل هداف، ومهاجم شالكه كلاس يان هونتيلار الذي توج هدافا للدوري الألماني. لكن من المتوقع أن يلتزم فان مارفيك بخطة اللعب بتشكيلة 4/2/3/1، ما يجبره على التفضيل بين أحد المهاجمين اللذين سيحظيان بدعم هجومي مميز من الثنائي اريين روبن وويسلي سنايدر. ويبقى الهم الأساسي للمدرب الهولندي في خط الدفاع لأن شباك "البرتقالي" اهتزت 5 مرات في مباراتيه الوديتين أمام ألأمانيا وإنجلترا، كما تلقى فان مارفيك خبرا سيئا متمثلا بعدم تمكن الظهير الأيسر ايريك بيترز من المشاركة في البطولة القارية لأنه لم يشف من إصابة في قدمه.