يمتهن معظم أهالي العلا مهنة الزراعة، باعتبار أن المنطقة تمتاز بأرض منبسطة وتربة زراعية خصبة، ويعتبر النخيل من أكبر وأميز المحاصيل الزراعية في المنطقة، حيث تنتج مزارعها أجواد أنواع التمور وبكميات كبيرة تجد طريقها للتسويق حيث يستقطب معظم منتجاتها من قبل مصانع التمور في المنطقة، إلى جانب زراعة عدد من الفاكهة (موالح). وللزراعة مذاق خاص في نفوس أهالي العلا، حيث يؤكد أبو عبدالله أنه على الرغم من تعدد أوجه النشاط المهني الإنساني في المنطقة، إلا أن حرفة الزراعة تستأثر باهتمامهم. وأضاف أن هذه المهنة ارتبطت ارتباطا وثيقا بأهالي المنطقة، ما أعطاها بصمة مميزة، إلى جانب الخضرة التي كستها، كما ارتبطت بتوفير الغذاء من المحاصيل الزراعية الأخرى. ويتداخل في الحديث عبدالله سلمان، فيقول: طبيعة العلا منذ القدم طبيعة زراعية محضة، فخصوبة ارضها وجودة تربتها هيأت السبل أمام أهالي المنطقة لامتهان الزراعة، مبينا أن المنطقة تنتج أنواعا جيدة من المحاصيل الزراعية المتميزة التي لا توجد إلا في هذه المنطقة ومنها الحمضيات التي في مقدمتها البرتقال، حيث يزرع فيها أجود الأنواع (أبو صرة) بطعمه السكري ومذاقه المنعش، إلى جانب الليمون والرمان والعنب والبطيخ والخضروات كالطماطم والبطاطس وغيرها. ويقول ابراهيم حمد إن مزارعهم تسقى بالآبار الارتوازية وإن معظم المخزون المائي لهذا الآبار بدأ يتضاءل وتزداد الآبار غورا، وإنه في كثير من المواقع نضبت المياه وجفت المزارع بشكل محزن، لا سيما أشجار النخيل التي بجفافها انحنت ولامست الأرض، بعد ان كانت فروعها شامخة في عنان السماء، مبينا عدم وجود حرفة في المنطقة غير الزراعة يمكن أن يمتهنها الأهالي. وقال إن هذا يعني فقدان المنطقة كثيرا من دخول مواطنيها الذين يعانون من جراء ذلك. ودعا عواد مرزوق أهالي المنطقة من الذين يمتهنون الزراعة للبحث عن مواقع تتوافر بها مستودعات كافية من المياه، بدلا من انتظار عودة المياه لآبار المنطقة من جديد. وأضاف أن فقدان المنطقة للمياه سيؤثر لا شك في التكوين الديموغرافي للمنطقة، ما سيؤثر على سكانها تأثيرا كبيرا وربما يؤدي ذلك إلى ابتعاد معظم الأسر والأهالي عن المنطقة والبحث عن مناطق أخرى يجدون فيها المأوى ولقمة العيش والمستقبل المهني والاستقرار الأسري.