إن الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي أمر تقتضيه الضرورة الأمنية والاقتصادية .. لدول الخليج ولما فيه من مصالح و فوائد لا تحصى ولا تعد لشعوبها.. والمتابع لتطورات وأحداث العالم ومنذ أن تأسس مجلس التعاون الخليجي عام (1981م) يجد أن مرحلة الانتقال للاتحاد الآن ضرورة قصوى ندعو الله أن يبارك هذه الوحدة وأن يعين حكام الخليج على التصدي لدعاة الضعف والفرقة .. فيد الله مع الجماعة .. فكم دعانا الله في كتابه الكريم إلى أن تتوحد الأمة المسلمة لتكون قوة يصعب النيل منها. إن من يقف في وجه هذا الاتحاد ويحارب التلاحم بين الأمة المسلمة .. هم من تتبدد آمالهم وطموحاتهم من خلال هذا الاتحاد ... فهم من يريدون بعنجهيتهم فرض نفوذهم على المنطقة ... ولم يتعلموا من التاريخ ولا من الأحداث السابقة .. إن دول الخليج مطمع كبير لكثير من دول العالم فهي دول تتمتع بثروات هائلة وتمتلك أكبر احتياطي طاقة في العالم. إن إيران لم تتعظ من التاريخ ... صدام حسين أطلق على الكويت مسمى المحافظة التاسعة عشرة للعراق قبل أن يغزوها.. وبنفس المنطق تطلق إيران على البحرين متجاهلة للحقائق والوقائع على أرض الواقع .. فالبحرين دولة عربية خليجية مستقلة يؤكد على ذلك نسيجها الاجتماعي والبنية التحتية للمجتمع وشعبها الواحد من عروق وأصول وأنساب ولغة ودين وعادات وتقاليد وأعراف وكذلك الجذور والأصول العربية ولديهم أخوة وأبناء عمومة واخوال في كافة دول الخليج الأخرى. إن المنطقة العربية بأسرها كانت مطمعا للإمبرياليات في العالم فاحتلت مصر من الإنجليز ثم الفرنسيين كما احتل المغرب العربي من الفرنسيين واحتلت ليبيا من الإيطاليين وكذلك الصومال .. ولم تخل دولة عربية من ذلك سوى الجزيرة العربية التي حماها الله. فهل تلك الإمبرياليات ستعود للدول التي احتلتها يوما مدعية أنها إحدى محافظاتها؟!. إن هذا الادعاء لا يصدر إلا من أناس طامعين مغرورين. فالله ورسوله يدعو الأمة المسلمة للوحدة والتكاتف كأنهم عصبة واحدة وهؤلاء يدعون للفرقة والضعف والكراهية بين أبناء الأمة الواحدة .. إن إيران تعيش في عزلة مع العالم منذ عقود وتعيش في خصومة مع جيرانها .. لتدخلها في الشؤون الداخلية لتلك الدول وتريد أن تفرض نفوذها داخل تلك الدول وتتعدى على سيادتها وأمنها واستقرارها..وبالمقابل لم تتدخل أي دولة عربية أو خليجية في شؤون إيران الداخلية ولا في سياساتها.. لا من قريب ولا من بعيد.. إن إيران اليوم تعمل على حشد العداوات ...لا على كسب المحبة والتعاون مع الدول المحيطة بها .. فإيران اليوم تستدرج لفخ كبير وخطير.. وعليها أن تتعلم من التاريخ لتراجع حساباتها وتعيد النظر في ممارساتها.. داخل الدول العربية.. والخليجية.. وعليها أن لا تلعب بالنار وكان الأجدر أن تكون عونا لأمتنا لا عونا عليها. لبنى وجدي الطحلاوي