أطلقت قوات النظام السوري أمس النار على تظاهرات في أنحاء متفرقة من البلاد، خاصة في مدينة حلب التي شهدت التظاهرات الأضخم فيها منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 شهرا، ما أدى إلى سقوط 23 قتيلا وعشرات الجرحى، في وقت أعلن عن زيارة قريبة لمبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان إلى دمشق لاستئناف البحث حول خطته للسلام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حلب شهدت تحت شعار (أبطال جامعة حلب) أكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس (آذار) 2011، رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة أمس الأول التي ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي أن المدينة عاشت أمس انتفاضة حقيقية، مشيرا إلى خروج عشرات التظاهرات في أحيائها وريفها. وأوضح أن معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق النار من قوات الأمن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين. كما خرج عشرات الآلاف من السوريين في مظاهرات مماثلة في العاصمة دمشق وريفها ومحافظات حماة، حمص، الحسكة، أدلب، درعا ودير الزور. واستمر قصف قوات النظام لمدينة الرستن التي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر. وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود في تصريحات للصحافيين إن المراقبين، مهما ارتفع عددهم، لا يمكنهم وحدهم وضع حد لأعمال العنف في البلاد، ما لم يكن هناك التزام حقيقي بإعطاء الحوار فرصة من جانب كل الأطراف الداخليين والخارجيين. وأشار إلى ألا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من اجل حل الأزمة. من جهته، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن بان كي مون لا يملك دليلا قاطعا على أن القاعدة تقف وراء تنفيذ اعتداءات في سورية، لكنه يخشى أن تكون مجموعات إرهابية تستفيد من الاضطرابات في البلاد. وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأممالمتحدة على إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا، قائلا «300 مراقب ليس عددا كافيا. ربما من الضروري إرسال الف، ألفين وحتى ثلاثة آلاف مراقب». وقال خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الأسود ضمه إلى نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف «ينبغي تغطية الأراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم أجمع ماذا يحصل». وفي جنيف، توقع أحمد فوزي، المتحدث باسم موفد الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، «زيارة قريبة» لعنان إلى دمشق، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.