يتردد المرضى في الخرمة كثيرا، قبل زيارة مستشفى المحافظة، لأنهم يدركون أنهم سيعودون منه كما ذهبوا إليه، وربما أسوأ، لتدني مستوى الخدمات فيه، إضافة إلى معاناته من نقص حاد في الأجهزة والكوادر، مفضلين قطع 500 كلم ذهابا وإيابا للعلاج في مرافق الطائف الصحية، على زيارة مشفاهم، مطالبين في الوقت ذاته بالاهتمام به وتطويره لإنهاء حالة الترحال التي يخوضها المرضى إلى مستشفيات المدن ما يضاعف من آلامهم. ووصف جفين السبيعي حالة مستشفى الخرمة ب«السيئة»، ملمحا إلى أنهم يرفضون زيارته لإدراكهم أن التردد عليه غير مجدٍ. وقال:«تناهت إلى أسماعنا أنباء عن رفع طاقته الاستيعابية إلى 100 سرير، منذ سنوات عدة، بيد أنه لم نلمس أي شيء على أرض الواقع»، مشددا على أهمية الالتفات إلى المستشفى الذي يتردد عليه أهالي المحافظة على الرغم من تدني الخدمات التي يقدمها. بينما أوضح المواطن عبدالله فواز الدوسري أن مستشفى الخرمة يعاني من نقص حاد في الإمكانات، ما يجبرهم على قطع 500 كلم ذهابا وإيابا إلى الطائف للعلاج، مشيرا إلى أن الآلام تتضاعف أثناء رحلة السفر الشاقة. وطالب الدوسري بإنهاء معاناتهم بتطوير الخدمات في مستشفى المحافظة ودعمه بالكوادر والأجهزة والأدوية، متمنيا أن تتحرك الشؤون الصحية سريعا لتدارك الوضع، في ظل الدعم الذي تقدمه الدولة للمرافق الصحية كافة. بدوره شكا محمد الشريف من ضيق قسم الطوارئ في المستشفى، ملمحا إلى أن ذلك يضاعف آلام المرضى. وشدد على أهمية رفع السعة السريرية فيه قدر الإمكان، مبينا أن الخرمة بحاجة ماسة لمستشفى كبير سعة ثلاثمائة سرير يبنى على أحدث طراز وأعلى المواصفات. إلى ذلك، رأى فالح العتيبي أن المستشفى يعاني من قلة الاستشاريين والكادر الطبي، ملمحا إلى أن قلة عدد الأطباء أسهم في تكدس المراجعين فيه وبكثافة. في حين ألمح ذعار عبيد إلى ضرورة افتتاح أقسام متخصصة للحوادث، موضحا أن هناك ازدواجية في استقبال جميع الحالات مابين حادث وحالات أقل خطورة الأمر الذي يتسبب في إرباك للمرضى وللطاقم الطبي. وعلى خط موازٍ أفاد الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية في الطائف سراج الحميدان أن لجنة من المديرية زارت مستشفى الخرمة، ورفعت أمر دراسة توسعة قسم الطوارئ إلى وزارة الصحة، مشيرا إلى أنهم في انتظار اعتماد التوسعة.