أوضح ل «عكاظ» المشرف العام على كرسي محمد حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية وأستاذ الجراحة واستشاري جراحة الأوعية الدموية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور حسن بن علي الزهراني، أن أحد أهم المشاكل التي يواجهها الأطباء المعالجون للقدم السكرية هو ما يتناقله البعض من معلومات ليس لها أساس علمي، مثل استخدام بعض الوصفات الشعبية التي تؤدي إلى تدهور حالة المريض، ومن ذلك «المر أو المرة»، فقد استعمله أهل البادية لسنوات طويلة ولاحظوا أنه يساعد على تنشيف الجروح بشكل سريع، حيث يقوم بتجفيف المكان، ولكن أهل البادية الأولين لم يكن لديهم داء السكري، وما يصاحبه من ضيق في الأوعية الدموية ونقص في تروية الدم إلى الأطراف، فالذي يحدث أنه عندما يضع مريض السكر المر على جرح قدمه ينشف بشكل سريع، وهو الأمر الذي لا نريده لجروح القدم السكرية لأن الغرغرينا تبدأ عندها بالظهور والتمدد. ونصح البروفيسور الزهراني مرضى السكري بعدم استخدام هذه الوصفات التي تحول الجروح إلى الغرغرينا وفقدان القدم، حيث إن قلة الوعي لدى كثير من المرضى بأهمية التحكم في مستويات السكر في الدم لديهم، أدى إلى تزايد نسب حدوث المضاعفات طويلة المدى لمرضى السكر، وفي مقدمة ذلك نسب الإصابة بحدوث مضاعفات القدم السكرية. ونوه إلى أنه طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية وبعض الدراسات يمكن القول إن واحدا من كل 5 سعوديين يعد مريضا بالسكر، وتزداد نسب الإصابة لتناهز 1 من 3 مع تقدم العمر، كما أن خطورة مشكلة القدم السكرية تكمن على مرضى السكر فيما قد يترتب عليها من إعاقة للمريض، حيث يتعرض 6 من كل 1000 مريض بالسكر لتهديد مستقبلي بفقد الطرف، أو عند حدوث قرحة مزمنة تستلزم عقاقير ومضادات قد تضر بكلى المريض التي تعاني في الغالب من مضاعفات مرض السكر، أو ما قد يرافق ذلك من تصلب شرايين الأطراف وشرايين بقية الأوعية الدموية المغذية للقلب أو الدماغ، إضافة إلى حدوث تشوهات في القدمين تساهم في تكرر حدوث القروح وتعطل التئام الجروح.