كشف مدير عام السجون في المملكة اللواء علي الحارثي ل «عكاظ» عن القبض على عدد من المشتبه بهم في الاعتداء على مدير شعبة سجن مدينة تبوك العقيد صباح عايد الزمهري يوم أمس الأول، وذلك في ضوء المعلومات التي وصلتهم من شرطة منطقة تبوك، مبينا أنه يجري حاليا استكمال التحقيقات اللازمة للوصول إلى المعتدين وتقديمهم للعدالة. ووصف اللواء الحارثي ما تعرض له العقيد صباح الزمهري والذي أصيب بطلقة نارية في فخذه الأيمن من قبل شخص مقنع، بأنه عمل إرهابي وليس جنائيا. وبين أن هذا العمل يصنف ضمن الأعمال الإرهابية من خلال ترصد الجاني متخفيا لرجل الأمن وإطلاق النار عليه، مؤكدا أن من قام بهذا العمل سيأخذ جزاءه. وأشار اللواء الحارثي إلى أنه تلقى اتصالا هاتفيا من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، الذي يتابع حالة رجل الأمن المصاب، لافتا إلى أن سموه وجه بضرورة الاهتمام الكبير والعناية الفائقة بالعقيد الزمهري وتقديم الرعاية الكاملة له ولأسرته. وأبان مدير عام السجون أن الدلائل تشير أن مدير شعبة سجن تبوك نفذ تعليمات وزارة الداخلية بمنع دخول أي من ممنوعات وبالذات المخدرات إلى السجن، مشيرا إلى أن هناك أشخاصا لا يرغبون في وجود رجل أمن حازم واع ومدرك لمتطلبات عمله، لما فيه مصلحة السجن ونظامه وأحوال النزلاء. واختتم اللواء الحارثي تصريحه ل «عكاظ» بقوله «نهنئ العقيد الزمهري بسلامته من هذا العمل الغادر الجبان، ونهنئ أنفسنا بوقوف ولاة الأمر مع رجال الأمن في مثل هذه المواقف بالدعم المعنوي الكبير والحقيقي والوقوف في وجه مثل هذه الجرائم والأفعال المشينة». «عكاظ» زارته في المستشفى واطمأنت على صحته العقيد الزمهري : ما حدث دافع لمزيد من التفاني في خدمة الوطن نادر العنزي (تبوك) طمأن مدير شعبة سجن مدينة تبوك العقيد صباح عايد الزمهري الجميع على صحته، مؤكدا أن ما أصابه قضاء وقدر وهو دافع كبير له لبذل المزيد من التفاني والإخلاص في خدمة هذه البلاد المباركة. وعبر العقيد الزمهري في تصريح ل «عكاظ»، التي زارته صباح أمس حيث يرقد في قسم جراحة الرجال بمستشفى الملك خالد في تبوك، عن عظيم شكره وامتنانه للقيادة الحكيمة التي أبدت اهتماما بالغا بحالته الصحية، مشيرا إلى تلقيه العديد من الاتصالات من المسؤولين في الجهات الأمنية الذين أولوه وأسرته فائق الرعاية والاهتمام. وكانت «عكاظ» زارت يوم أمس العقيد صباح الزمهري الذي يرقد في المستشفى وسط حراسة أمنية مشددة عليه، في ظل زيارة عدد من الأقارب والأصدقاء وذويه، وقد بدا في صحة جيدة والحمد لله. سجناء يستنكرون الحادثة إلى ذلك استنكر عدد من السجناء هذه الحادثة، مؤكدين أن ما قام به الجاني يعد إرهابا غير مقبول، وأكد السجينان (س، ع، ه) و (غ، ب، ع) أن العقيد الزمهري يعامل الجميع بكل احترام وتقدير، وأضافا «تعامله معنا كان أخويا وإنسانيا بالدرجة الأولى». وأشار سجناء آخرون إلى أنهم يجدون كافة احتياجاتهم في سجن تبوك، وشددوا على أن ما قام به الجناة عمل مرفوض ولا يمت للدين الإسلامي بأي صلة ولا يمثل مجتمعنا السعودي الأصيل، مطالبين بإيقاع أشد عقوبة على من قام بهذا الفعل الإجرامي. وكان الناطق الإعلامي للمديرية العامة للسجون العقيد الدكتور أيوب بن نحيت قال إن مدير شعبة السجن العام بمدينة تبوك ذو سجل إداري متميز، وله إنجازات كبيرة في مجال مكافحة دخول الممنوعات بمختلف أنواعها إلى السجن، وهو ما جعل بيئة السجن آمنة وخالية من الممنوعات وغيرها. وبين أن هذه الحادثة هي الثانية، حيث سبق أن أطلق النار على سيارة العقيد الزمهري أثناء وقوفها خالية من الركاب العام الماضي، وألقي القبض على الجناة وحوكموا شرعا.