من يستقرئ التاريخ يستنتج أن معظم الحضارات والدول قد سقطت نتيجة التفكير والعمل الأحادي من عظيم تلك الحضارة أو الدولة، ولعل الأندية الرياضية في تركيبتها (شعوبها وأممها) كما يقول البعض من مشجعيها تتماهى في وجودها مع تلك الحضارات والدول التي سادت ثم بادت! • كل ما حصل في تلك الحضارات والدول كان يتم باسم الحب والإخلاص وكذلك ما يحصل في الأندية! • تبوأ الحكم في تلك الحضارات والدول أفراد على أسنة الرماح وحد السيوف وكذلك حال معظم الأندية مع اختلاف الوسيلة بالطبع. • وجد سادة تلك الحضارات والدول شيعة لهم ومناصرين وبطانة وكذلك الحال في الأندية فلكل رئيس أنصار وشيعة ومطبلون. • لم يترك عظماء الفشل دولهم إلا على قرع طبول السقوط وكذلك الحال في الأندية فالكل متشبث بالكرسي حتى الرمق الأخير. • لم يعترف الفانون بأخطائهم ولم يطلبوا الصفح من أهلهم وما أشبه الحال بإدارات معظم الأندية التي ترى أنها متفضلة على النادي وملحقاته من جماهير وتاريخ وبطولات! • الخطأ يولد الخطأ والتمادي فيه يؤدي لاستمراء الفعل واستمراره والحل يكمن لدى صانع القرار فإما الاعتدال والعمل وإما الاعتزال على أمل. وفي استتباع لمنظومة التخصيص (إن وجدت) أو حتى التعديل في اللوائح الحالية لإدارات الأندية نجد أننا نتعامل يوميا مع واقع غفلت عنه تلك اللوائح أو مع مستجد ليس له وجود في أفق التفكير لذات اللوائح، بل إن رئيس النادي خصوصا إن كان شخصية اعتبارية يمارس ما يشاء وبآليات متعددة لم تجد من يضبط قانونيتها. انظر أيها القارئ الفطن لحجم العقوبات ونوعيتها على رؤساء بعض الأندية وما خفي بالطبع أعظم، والسر في ذلك التمادي حسب اعتقادي هو الأحساس العميق المتجذر لديهم بأنهم أصحاب الفضل والمنة على النادي بخيره وبشره، ماذا لو كان أولئك أقرب في الرقي إلى الأندية الأوربية مثلا والتي لا تجد فيها تصريحا لرئيس ناد يضع نفسه موضع الجزاء وإنما تجد بيانا إعلاميا يصدر عن المركز أو المستشار الإعلامي للنادي يوضح موقف النادي بكل عقلانية وقانونية وقد يكسب معها القضية. يظل الفيصل في الموضوع أن الأندية الأوروبية تدار بعقلية رجل الأعمال المتمرس المدعوم بفريق من الخبراء المتخصصين فتقل الأخطاء، بينما ينطبق على العمل في أنديتنا ما ينطبق على جميع المرافق الحكومية النمطية في العالم الهالك (الثالث) من ترهل واسترخاء وعمل بدون خطة، ومستقبل بدون رؤية، ورئيس يقول بدون انضباطية واتزان، والحل ليس في المزيد من اللوائح والأنظمة والعقوبات ولكنه يكمن في تطبيق ما في العالم موجود والبحث عن المفقود والاخذ بالعهود وتطبيق البنود والناس شهود. تغريدة : وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا.