ظهرت على السطح مؤخراً بعض الجوانب السلبية في تنفيذ بعض المشاريع التنموية التي تنفذ في كثير من مناطق المملكة والمحافظات، حيث تعثر بعضها وتباطأ العمل في بعضها الآخر، ومن أجل ذلك قررت الجمعية السعودية للهندسة المدنية تخصيص لقائها العلمي الثامن التي سيطلق فعالياته أمير منطقة مكةالمكرمة غداً الاثنين في فندق هيلتون جدة، لمناقشة تعثر تنفيذ عدد من المشاريع التنموية. ومن المؤمل أن تثمر نتائج الملتقى في تحسين بيئة قطاع البناء والتشييد ما يعزز من كفاءة قطاع المنشآت، ويحد - بإذن الله - من تعثر المشاريع وتباطؤ تنفيذها مستقبلا. «عكاظ» التقت برئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للهندسة المدنية واستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بن سعيد الغامدي، ليتحدث عن مضمون الملتقى العلمي الثامن للجمعية السعودية للهندسة المدنية، وأهم المشاركين فيه. •ما أسباب تعثر المشاريع الهندسية في منطقة مكةالمكرمة بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة؟ • تعيش بلادنا تطورا حضاريا وعمرانيا غير مسبوق، حتى أصبحت المدن والقرى ورش عمل لا تتوقف من مشاريع الخير والبناء في جميع مناطق المملكة، ومن المؤمل أن تعود هذه المشاريع بالخير والنفع الكبير على بلادنا الغالية، وتساهم في إحداث نقلة حضارية في جودة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم. ونتيجة للحجم الكبير للمشاريع وتنوعها وقلة عدد الشركات الوطنية المؤهلة لتنفيذها، بدأت تظهر على السطح بعض الجوانب السلبية في تنفيذ بعض المشاريع، حيث تعثر بعضها وتباطأ العمل في البعض الآخر، ولقد شهدنا جميعا حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - خلال ترؤسه جلسات مجلس الوزراء وتوجيهه المباشر للوزراء المعنيين بمتابعة المشاريع المتعثرة والاسراع في تنفيذها لينعم المواطن بخيرها ويلمس ثمرتها. والجمعية السعودية للهندسة المدنية باعتبارها جمعية علمية مهنية نشأت تحت مظلة جامعة الملك عبدالعزيز ولديها فروع في عدد من مناطق المملكة وهي معنية بشؤون الهندسة المدنية على مستوى الوطن كان لزاما عليها أن تتفاعل مع التوجيهات السامية الكريمة في دفع وتيرة العمل في المشاريع الهندسية، وقد خصصت لقائها العلمي الثامن ليكون عن (إدارة المشاريع الهندسية المتعثرة)، من أجل فتح المجال لكل من له علاقة بصناعة البناء والتشييد من صناع القرار والملاك والمكاتب الاستشارية والمقاوليين والموردين لتبادل الرأي والنقاش والحوار المهني الراقي لتلمس الأسباب الفنية والمالية والإدارية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى تأخر المشاريع أو تعثرها. • وهل سيعني ذلك الحد من ظاهرة المشاريع المتعثرة لا سيما في منطقة مكةالمكرمة؟ • الملتقى سيضم عددا من أوراق العمل وحلقات النقاش التي يشارك فيها نخبة من المختصين الذين يمثلون قطاعات مختلفة لها صلة مباشرة بإدارة وتنفيذ المشاريع، فمنهم من يمثل القطاعات الحكومية والخاصة التي تدير مشاريع حيوية على امتداد رقعة الوطن، ومنهم من يمثل المكاتب الاستشارية التي تقوم بدور رئيسي في تصميم المشاريع والاشراف الفني على تنفيذها، بالإضافة الى ممثلين لقطاع المقاولين الذين يقومون بتنفيذ هذه المشاريع، وممثلين عن بعض الجهات الرقابية، وكل منهم سيدلي بدلوه ويعرض مرئياته وخبراته من واقع معايشته اليومية لسير هذه المشاريع وأسباب تعثرها، وكيفية تفادي ذلك. كما أن هذه المقترحات والرؤى التي ستناقش لن تكون مقتصرة على مشاريع منطقة مكةالمكرمة ولكن ستكون عامة لجميع المشاريع الحكومية ومن المؤمل أن تثمر نتائجها في تحسين بيئة قطاع البناء والتشييد ما يعزز من كفاءة القطاع ويحد بإذن الله من تعثر المشاريع وتباطؤ تنفيذها مستقبلا. • وهل يمكن للجمعية السعودية للهندسة المدنية أن تساهم في تنفيذ المشاريع التنموية؟ • الجمعية السعودية للهندسة المدنية منذ إنشائها قبل عقد من الزمان وهي تسعى بخطى حثيثة للعناية بشؤون الهندسة المدنية على مستوى الوطن، ولتحقيق أهدافها المرسومة لها في تنميه الفكر العلمي في مجال الهندسة المدنية والعمل على تطويره وتنشيطه ونشره وتحقيق التواصل العلمي والمهني لأعضاء الجمعية وتقديم المشورة العلمية والنظرية والتطبيقية في مجال الهندسة المدنية. ودور المهندس المدني دورا محوريا في المشاريع الهندسية تخطيطا وإدارة وتصميما وتنفيذا وإشرافا على التنفيذ ويمكن أن تشارك الجمعية في تعزيز دور إدارات المشاريع في القطاعات الحكومية والجهات ذات العلاقة بصناعة البناء والتشييد لتلافي تعثر المشاريع أو تأخر إنجازها، وذلك من خلال عمل الدراسات المتخصصة التي تهدف إلى وضع الأطر العلمية والأدلة المرجعية والأنظمة المهنية للاسترشاد بها في التصميم والتنفيذ والإشراف على المشاريع والرقي بالمواصفات الفنية والمعايير التصميمية لها، وتطوير أنظمة إجراءات طرح وتنفيذ ومتابعة المشاريع الهندسية وصياغة نماذج عقود للإشراف علىها بما يضمن الانجاز بمهنية عالية. كما يمكن للجمعية من خلال خبرات أعضائها ومنسوبيها تقديم المشورة المهنية والفنية وإعداد نشرات وكتيبات إرشادية للمقاولين والمكاتب الاشرافية والمشرفين على المشاريع وكذلك إعداد وإقامة دورات تدريبية وورش عمل للعاملين بإدارات المشاريع بالجهات الحكومية لرفع كفاءاتهم وتطوير قدراتهم. • كيف تجدون نظرة سمو أمير مكةالمكرمة لتطوير المشاريع الهندسية المدنية؟ • سمو أمير المنطقة منذ أن شرفه خادم الحرمين الشريفين بتولي أمر هذه المنطقة وهو يسعى بخطى حثيثة وخطط استراتيجية مرسومة للرقي بمكةالمكرمة من خلال (بناء الإنسان وتنمية المكان) ولديه رؤية واضحة للنهوض بمنطقة مكةالمكرمة إلى مصاف العالم الأول ، ويولي سموه اهتماما كبيرا بمشاريع المنطقة ويحرص على متابعتها بصفة مباشرة من خلال النظام الآلي الذي أمر سموه باستحداثه في مقر إمارة المنطقة لمتابعة سير العمل في المشاريع بجميع مدن ومحافظات وقرى وهجر المنطقة ومن خلال الزيارات الدورية التي يحرص سموه - حفظه الله - على القيام بها بصورة دورية لمحافظات المنطقة للاطلاع على سير العمل بمشاريعها والتحاور مع إنسان المنطقة والاستماع إلى ملاحظاتهم واقتراحاتهم في مجال تخطيط وتطوير المشاريع ودفع وتيرة العمل فيها في سباق مع الزمن للوصول إلى العالم الأول.