دعا إمام وخطيب جامع جبارة الأحمدي في حي الرحاب في جدة الشيخ فهد المهدلي المسلمين إلى ترسيخ مفهوم التسامح على اعتباره قيمة إنسانية إسلامية رسختها الشريعة الإسلامية، وحثت على انتهاجها لتحقيق مبدأ الأخوة، وقال في خطبة الجمعة أمس:«مبدأ التسامح يحقق الأخوة وينبذ العنف والفرقاء بين المسلمين»، مستشهدا ببعض ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أفعال وأقوال وتقريرات تحث على مبدأ التسامح وقصته مع كفار قريش، عندما قال لهم صلى الله عليه وسلم «اذهبوا فإنتم الطلقاء»، معرجا على بعض القصص المعاصرة التي تفاقمت لآن طرفيها تركا مبدأ التسامح وانتهجا مبدأ العناد والعنف. ودعا الشيخ المهدلي التربويين والآباء والأمهات وأئمة المساجد إلى ترسيخ مفهوم التسامح لدى أبنائهم وطلابهم من أجل إيجاد جيل متسامح مع الغير، كما نصح الأزواج بالتسامح واللين والرحمة من أجل حياة سعيدة تملؤها المحبة. وأوضح ل«عكاظ» الشيخ فهد المهدلي، أن اختياره للخطبة ناتج عن ما لاحظه من تغييب للتسامح عند بعض الناس في حياتنا المعاصرة، وقال: «علينا جميعا أن نعتز بقيمنا ونعزز مبدأ التسامح في حياتنا اليومية، وأن نعود النشء على هذه القيمة الإسلامية النبيلة». آراء المصلين «عكاظ»رصد آراء المصلين في جامع جبارة الأحمدي في حي الرحاب في جدة حول مضامين الخطبة، وقال عماد الشريف: «الخطيب وفق في اختيار الخطبة في هذا الوقت الذي نشهد فيه انشغال الشباب بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ودخولهم في حوارات مع أشخاص لا يعرفونهم وهم غير مسلحين بالعلم الذي يدافعون به عن دينهم وما تربوا عليه»، وأضاف «هذا الوقت صعب وعلينا أن نتقرب من الشباب أكثر وأكثر لتوعيتهم بخطورة أعداء الدين الذين يريدون المساس بالدين عبر شبابه». أما فواز الشيخ مشرف توجيه وإرشاد في إدارة التربية والتعليم فقال:«التسامح يعتبر من بين الخصال الحميدة التي دعا إليها الإسلام وشدد عليها بقوة لما تخلفه من آثار عميقة في النفوس، لذلك نحن في أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى، نظرا لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوما بعد يوم»، وأضاف«مفهوم التسامح لا يقتصر على الجانب الاجتماعي فحسب، أنما يتعداه إلى كافة الجوانب الحياتية». بدوره رأى العقيد حسن الزهراني، أن الخطيب استطاع الربط بين الحياة المعاصرة وما تشهده من فقدان للقيم لاسيما قيمة التسامح وبين ما دعت إليه الشريعة الإسلامية ونقل لنا عن سماحة الرسول صلى الله عليه وسلم وسماحته مع كفار قريش، وقال:«قيمة التسامح قيمة نبيلة لكن سرعان ما تأثره هذه القيمة بالحياة المعاصرة التي طغت فيها قيم الماديات على القيم الإسلامية النبيلة التي ترمي إلى التآخي والترابط بين المسلمين»، وأضاف «في حياتنا المعاصرة فقدنا كثيرا من القيم الإسلامية النبيلة التي تحتاج من أئمة المساجد إلى ترسيخها، فالجار في حياتنا المعاصرة لم يعد يعرف جاره، وكذلك الأخ لم يعد ذو صلة بأشقائه». أما المهندس الدكتور عصام مجلد مدير مجموعة العيسى، فقال: «السماحة أصلها الرحمة وديننا الإسلامي دين الرحمة والرسالة المحمدية رسالة رحمة، لذلك فالتسامح مطلب إسلامي»، وأضاف «التعامل بالسماحة تعامل حثت عليه الشريعة الإسلامية بين البشر وبين البشر وغيرهم من حيوانات وجمادات؛ لذلك علينا استذكار هذه القيمة وترسيخها في نفوس النشء والتذكير بها، وعلى الآباء والمعلمين ترسيخ هذه القيمة في نفوس الطلاب لإيجاد نشء ينتهج هذه القيمة سلوكا في جميع شؤون حياته».