منظر محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني، وهو يمسك بمقشة النظافة في شوارع العاصمة صنعاء، خلق صورة حضارية في سلوك الشعب اليمني الذي رزح طويلا تحت ركام التخلف ومصادرة الوعي، وحشر قسرا في زوايا ضيقة من القبلية والاقتتال وأخيرا الإرهاب. فالسلوك الحضاري ممارسة وليس ادعاء، ولئن كانت التقليدية والعرف تجاوزا لهذا المشهد، إلا أن ممارسة هذا السلوك تستدعي نقلة حقيقية لمفاهيم كثيرة، في المواطنة والإخاء والإنسانية. فئة المهمشين (الأخدام) الحاضرة/الغائبة في مجموعنا اليمني أكملت عقدها الخامس في زمن الجمهورية، ولم تسعد بعد بالمواطنة الحقة، التي ترتقي بها في سلم (القمامة) ليكونوا مثبتين على (وظائف معتمدة) في بلدية العاصمة. لقد تناسيناهم عمدا وربما قسرا في مفهومنا (القبلي)، الذي لا يرتئي في ذاته غير مشارف أنفه، وحدود منطقه. فهل تحيل دبلوماسية باسندوة «مقشة» النظافة قانونا وطنيا بمفاهيم عصرية، ينظف العقول قبل الشوارع؟ هذا أملنا في اليمن الجديد.