نوه المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، بالإرادة الصادقة والتعاون المخلص بين جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وجلالة الملك الحسن الثاني رحمهما، وبما قدماه من دعم ومجهود لبناء المنظمة الإسلامية ذات الإشعاع العالمي . وقال التويجري في حفل منظمة الإيسيسكو بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس المنظمة، إن الإيسيسكو بدأت عملها مباشرة بعد انعقاد مؤتمرها التأسيسي في الثالث من شهر مايو عام 1982 في مدينة فاس المغربية ، بخطاب للعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني ، رحمة الله ، الذي كان بمثابة خارطة طريق للمنظمة . وأضاف التويجري في كلمته في الحفل الذي حضره رئيس الحكومة المغربية ، عبد الإله بنكيران ، وعدد من الشخصيات العربية والأجنبية،مؤخرا في الرباط ، بما بذله عبد الهادي بوطالب، رحمه الله، من جهود كبيرة في تأسيس المنظمة، ووضع خطط عملها الأولية وبناء هياكلها الوظيفية للانطلاق بها في ميادين العطاء المثمر والعمل المنتج ،وقال: «كان ذلك نعم الربان لسفينة مبحرة في أمواج عاتية وتحديات صعبة». وأكد الدكتور التويجري أن المنظمة، وقد استوت على عودها، وترسخت دعائمها، وانتشر إشعاعها في الدول الأعضاء وفي المحافل الدولية، قد أصبحت اليوم ، وكما وصفها جلالة الملك الحسن الثاني ، رحمه الله ، « الضمير الثقافي للعالم الإسلامي» ، مبرزا في كلمته أن حصيلة إنجازات الإيسيسكو، التي يضمها كتابها التوثيقي الصادر بمناسبة ذكراها الثلاثون ، تدل على التوسع الكبير في مجالات عملها وعلاقاتها الدولية ومسؤولياتها التخصصية،مؤكدا أن الإيسيسكو ، ومنذ إنشائها، نفذت خطة عمل تأسيسية وخطة عمل ثنائية وتسع خطط عمل ثلاثية ، وثلاث خطط متوسطة المدى، ووضعت خمس عشرة استراتيجية قطاعية، وأنشأت مكتبين إقليميين لها وخمسة مراكز تربوية في عدد من الدول الأعضاء، وأصدرت 813 كتابا في حقول معرفية متعددة،ونفذت 3049 نشاطا متخصصا، وقدمت 2908 منحة دراسية لطلاب من الدول الأعضاء لمواصلة دراساتهم الجامعية والعليا. كما وضعت برامج حضارية كبرى، منها البرنامج الخاص لمحو الأمية والتكوين الأساسي، وبرنامج كتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف القرآني، وبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية، وبرنامج الإيسيسكو لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية، وعينت سفراء لها للحوار بين الثقافات والحضارات، وارتبطت بعلاقات شراكة مع مبادرة تحالف الحضارات التي ترعاها الأممالمتحدة،وقال: «الإيسيسكو اليوم ضرورة مهمة للعالم الإسلامي في هذا الوقت العصيب الذي كثرت فيه التحديات الحضارية، وتفاقمت المشاكل التنموية، ودخل العالم الإسلامي في دوامة من الصراعات الإقليمية والمحلية التي تشكل عائقا أمام الأولويات المطلوبة لبناء الأوطان وضمان كرامة الإنسان، ونشر العدل والمساواة في المجتمعات الإسلامية، وإقامة الحكم الرشيد المبني على المشاركة الفاعلة والمسؤولة من جميع مكونات الأمة، ومواجهة السياسات الإسرائيلية الإجرامية التوسعية في فلسطينالمحتلة التي تتحدى المجتمع الدولي بإقامة المستوطنات وتهويد القدس الشريف، واضطهاد الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقه في إقامة دولته المستقلة».