من أجمل مميزات موقعي «فيسبوك» و«تويتر» أنهما لم يتحولا إلى ضحيتين في فخ السخف، والتتفيه، وسطحية أولئك الذين يتقنون تحويل كل موقع جميل للتواصل المجتمعي بين الناس إلى وكر من أوكار الفساد المجتمعي، فحافظ كل منهما على مكانته التي استقطبت ملايين الأسماء المحترمة لمشاهير من عالم الفن والفكر والأدب والرياضة والإعلام والسياسة، وحققا بهذا قفزة إيجابية هائلة على صعيد ربط شرق الكرة الأرضية بغربها، وشمالها بجنوبها، دون عقبات أو تعقيدات أو أعباء مادية كبيرة، كما قلصا من حجم الحدود الفولاذية التي لطالما صفحت طريق وصول الموهوبين في مختلف المجالات إلى مبتغاهم، ومكنتهم من شق طريقهم بالتعاون مع مواهب أخرى يملأها الحماس على خط الشغف ذاته دون اضطرار لتسول الاهتمام أو الرعاية الإعلامية والمعنوية من أشخاص أو مؤسسات تدعي وقوفها إلى صف المواهب في العلن، بينما تسعى لأجل مصالحها الفردية بحثا عن نجوم قدامى جاهزين شبعوا من الدعم حتى فاض عن حاجتهم ولم يعد يغريهم، أو تسعى لاختيار موهبة واحدة فقط من بين ألف موهبة فذة ليكتشف الجمهور بعدها بأعوام أن وراء تلك الموهبة وساطة سرية مشبوهة، أو تعتمد على تصويت عامة الناس فيتدخل تصويت جائر حاسما نتيجة الفوز لصالح موهبة شديدة التواضع أمام منافساتها! فمع وسائل الإعلام الجديد بدأت المواهب تتنفس بثقة، وتطلق أجنحتها محلقة بإبداعاتها الفنية والفكرية والأدبية عبر «يوتيوب» و«فيسبوك» و«تويتر» ليكون ذوق الجمهور هو الفيصل والحكم، وتصل أصوات تلك المواهب وإنجازاتها إلى الجهات الجادة في رعايتها والتعاون معها على جميع الأصعِدة، شرط أن يحسن الموهوب استغلال تلك الوسائل في إبراز صورته الإعلامية المطلوبة بحكمة قادرة على جذب الجمهور المطلوب نحو أعماله الإبداعية، لينطلق عبر تلك النوافذ الافتراضية إلى عالم النجاح الحقيقي على أرض الواقع. للتواصل عبر تويتر: Twitter @zainabahrani [email protected]