مصير ينقر نافذتي كل مساء. أسابق خطواتي باتجاهها!!! أزيل ستارتها الأولى، الثانية، الثالثة. أنزع مقبضها الأول، الثاني، الثالث. أفتح درفتها الأولى، الثانية، الثالثة. أهز قضبانها الأول، الثاني، الثالث. بالكاااد ألمح ظله الأول، الثاني، الثالث، يتوارى في عتمة الليل!!!... انتظار! عندما قررت أن تسكن داره، كانت البوم قد «عشعشت» في أرجائه. وعندما قررت أن يدفئها معطفه كانت العثة قد نخلته، حتى قرار سريانها تحت مسام جلده، كانت فيروسات الانتظار قد امتصته... تمرد قال لي صغيري البارحة: «متى ستعقلين يا ماما!» أجبته لماذا؟ قال: «حتى تعودي للبيت، بابا يقول: ماما ستعود للبيت عندما تعقل» احتضنته، ابتلعت دموعي وأعماقي تقول: سأواصل جنوني من أجلك يا صغيري». فزع كل ليل تنام مفتوحة العينين، لتتقي الصفعة التي لا تعرف من أين تجيء... كل ليلة تخفي دماها، ألوانها، أقلامها وتتشح بالسواد... كل ليلة تقسم وجعها نصفين: نصف لها ونصف لها!... خيانات تختال فرحا كلما مرت بذاكرتك صورا آيلة للتلاشي، لمن طعنوك في الظهر وألقوا بك في العراء...