حددت عضو الجمعية السعودية لرعاية الطفولة الباحثة التربوية أسماء محمد الهاشم، تسع خطوات لتمكن الأطفال من حقهم في القراءة والتزود بالمعلومات وتسهيل الوصول إليها، وقالت: «الجنين في بطن أمه يتأثر بالأصوات الخارجية والقراءة لها أثر إيجابي في تشكيل شخصيته مستقبلا»، وأضافت «الواقع يشهد انتهاكا لحقوق الطفل الثقافية». وبينت الهاشم المؤسسة لنادي المبدع الصغير في المنطقة الشرقية، أن من حقوق الطفل القراءة منذ الأيام الأولى بعد ولادته وإشراكه من قبل الأم عندما تقرأ له من كتب مناسبة لمرحلته العمرية والتفاعل معه في ما يستمع له، واصطحاب بعض قصص الأطفال ومجلات التلوين ونحوها أثناء الرحلات والسفر، والتحدث إلى الطفل عن الأماكن التي يرتادونها، ووضع بعض الكتب والمجلات التي تحمل عناوين مثيرة كالتي تعنى بالهوايات، والفكاهة، والأحجيات ونحوها، وتدريبه على القراءة والإنصات له وهو يقرأ ومحاورته فيما قرأ، واصطحابه إلى المكتبات العامة والتجارية لشراء المناسب له من قصص أو مجلات أو كتب معارف عامة، وتحفيز الطفل بالهدايا والربط بينها وبين مقدار ونوع ما قرأ دون مبالغة ومدحه أمام إخوته والآخرين، وتمكينه من زيارة بعض الأماكن التي قرأ عنها بقدر المستطاع، ومنحه وقتا للتعبير عن نفسه والاستماع له باهتمام ومشاركته رأيه وهمومه. وقالت: «الحقيقة أن هناك أساليب كثيرة وطرقا متنوعة لتعويد أطفالنا على القراءة وتحبيبهم فيها، والأمر يتوقف على مدى جدية الأبوين في ذلك الأمر». وبينت أن القراءة وحق الوصول إلى المعلومات حق أصيل فأول لفظ أنزل في القرآن الكريم «اقرأ»، عندما نصنفه نحويا نجده قد جاء بصيغة فعل الأمر، والأمر من الخالق يعد فريضة على كل قادر على أداء هذا الفعل، وما نراه اليوم من انصراف أبنائنا عن القراءة إنما هو نتيجة افتقار لتربية مسؤولة وهذه مسؤولية مشتركة، فالبيت عليه المسؤولية الأولى والمدرسة تكمل الدور وتشارك فيه، وأكدت الهاشم أن القراءة عملية تدريبية لذا على الأبوين أن يدربا نفسيها أولا وبعد أن يكتسبا مهارة القراءة يصبح من السهل عليهما إكسابها لأطفالهم،وأضافت «لعل أهم إستراتيجية في إعداد الطفل ليكون مواطنا صالحا لنفسه ولأمته هي منح الطفل جل اهتمامنا برعايته وتنمية مكوناته الإنسانية مع الجد والمثابرة في اتباع أفضل الطرق والأساليب التربوية الحديثة المواكبة لنمو الإنسان وتطور عقله، ولكي نمنحه هذا التوازن ونعطي لروحه وقلبه ما يستحق علينا أن نضع القراءة أولى استراتيجياتنا التربوية». وأشارت الهاشم إلى أن اتفاقية حقوق الطفل تنص في المادة 13 «يكون للطفل الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حرية طلب جميع أنواع المعلومات والأفكار وتلقيها وإذاعتها، دون أي اعتبار للحدود، سواء بالقول أو الكتابة أو الطباعة، أو الفن، أو بأية وسيلة أخرى يختارها الطفل»، كما طالب عهد حقوق الطفل في الإسلام بإنتاج ونشر كتب الأطفال وإنشاء مكتبات لهم، والاستفادة من وسائل الإعلام في نشر المواد الثقافية والاجتماعية والفنية، الخاصة بالطفل، وتشجيع ثقافته.