قبل ثلاثة أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تأججت الساحة السياسية الفرنسية بين نيكولا ساركوزي اليسار بجمع أنصاره في شوارع باريس وسط استمرار للمسيرات في اليوم الثاني بعد عيد العمال، وسط مخاوف من تزايد فرص فوز منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند وفق استطلاعات الرأي التي تتوقع فوزه بغالبية 53 إلى 54 في المئة من الأصوات. وشن الرئيس الفرنسي أمس هجوما على خصمه وذلك في مناظرة تلفزيونية والتي تعتبر فرصته الأخيرة لقلب الموازين قبل التصويت في الدورة الثانية الأحد المقبل. وقبل ساعات على المناظرة الوحيدة التي تعقد بين الدورتين أكد الرئيس اليميني المنتهية ولايته والمرشح الاشتراكي عن ثقتهما وتصميمهما. وقال هولاند عبر قناة (بي. اف. ام. تي. في) «أعلم بوجود تحرك لصالحي. وعلي أن أكون جديرا به لأن الغطرسة ليست المطلوب» مؤكدا أنه سيكون «هجوميا من أجل الفرنسيين» لكنه لا يريد تحويل النقاش إلى منازلة. وأكد معسكر ساركوزي أن النصر ما زال ممكنا. فوزير الخارجية آلان جوبيه أشاد «بالشخصية القوية» للرئيس المنتهية ولايته و «وضوحه» على عكس المرشح الاشتراكي «الذي يلعب ورقة الالتباس تلقائيا». من جهتها أشارت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي احتلت المرتبة الثالثة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في 22 أبريل الماضي بحصولها على 17،9 في المئة من الأصوات، إلى أنها هي التي افتتحت المسيرات بحيث أعلنت بدون مفاجأة كبيرة أنها ترفض الاختيار بين فرنسوا هولاند الذي يجسد «أملا كاذبا» ونيكولا ساركوزي الذي يمثل «خيبة أمل جديدة». وقالت لوبن أثناء تجمع تقليدي أمام أنصارها في وسط باريس للاحتفال بعيد القديسة جان دارك البطلة الفرنسية الأسطورية التي تحتل مكانة مميزة لدى اليمين المتطرف، «سأصوت الأحد بورقة بيضاء».