أجاز مختصون في فعاليات الملتقى العلمي الرابع لأبحاث المدينةالمنورة، الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، تقديم محراب إمام المسجد النبوي إلى أقصى الساحة الجنوبية منه، للتخفيف من حدة الزحام في أوقات الذروة وأيام المواسم. وفي الجلسة الثالثة، قدم الدكتور عبدالرحمن بن حسين الموجان والباحث المشارك الدكتور محمد عبدالله إدريس من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى بحثا بعنوان (الحكم الفقهي لتقديم محراب إمام المسجد النبوي إلى أقصى الساحة الجنوبية منه في أوقات الزحام والرأي الهندسي في ذلك)، حيث أوضح الباحثان بيان الحكم الشرعي لنازلة متعلقة بالمسجد النبوي الشريف ألا وهي حكم تقديم محراب إمام المسجد النبوي إلى أقصى الساحة الجنوبية منه تخفيفا لمشقة الزحام، مؤصلا فيه بالأدلة الشرعية والمقاصد المرعية والقواعد الفقهية اقتضاء هذه المشقة للتخفيف، بجواز تقديم المحراب في مظان وجود تلك المشقة المعتبرة وهي أوقات الذروة وأيام المواسم. كما قدمت الدكتورة آمال رمضان عبدالحميد بحثا بعنوان (الحج وأثره على المجتمع المدني من خلال كتب الرحالة في العصر العثماني). وأشارت إلى أثر الحج في الحياة الاجتماعية في المدينةالمنورة، مشيرة إلى أن ذلك يظهر في فئات المجتع المدني وطبقاته، وفي عاداته وتقاليده، وكذلك ملبس سكانه ومسكنهم، ومأكلهم ومشربهم، كما أثر هذا المجتمع في كل من زاره أو احتمى بجواره، مستعرضة صورا للحالة الاجتماعية في المدينةالمنورة، وكيفية انصهار العرقيات في مجتمع واحد، وأشارت إلى عدد من العادات والتقاليد الناشئة كاختلاط الجنسيات المختلفة في المدينة زمن الحج، حتى أصبحت هذه العادات والتقاليد نمطا من أنماط المجتمع المدني. فيما قال الأستاذ في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الجامعة الإسلامية الدكتور جلال السعيد الحفناوي في بحثه (جغرافية المدينةالمنورة وتاريخها كما تصورها رحلات الحج الأردية) بمشاركة الباحث الدكتور محمود الشرقاوي إبراهيم من الجامعة الإسلامية: احتلت المدينةالمنورة مكانة سامية في الأدب الأردي عند مسلمي شبه القارة الهندية الباكستانية الذين دونوا رحلاتهم باللغة الأردية وعبروا عن مشاعرهم الجارفة نحو هذه البقعة المقدسة، واهتموا بذكر التفاصيل الدقيقة عن جغرافية المدينةالمنورة وتاريخها، وعن الطريق إليها ومخاطره وصعوباته، والعادات والتقاليد، ولم يغفلوا كذلك تاريخها قبل الإسلام وركزوا على تاريخها مع هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتأسيس الدولة الإسلامية في المدينةالمنورة، وظهر في الأدب الأردي فرع خاص بالرحلة إلى الحرمين الشريفين يسمى أدب الرحلات الحجازية. وفي بحث بعنوان (الصورة الحضارية للمجتمع المثالي في المدينةالمنورة في ضوء القرآن الكريم) لعضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور إبراهيم علي عامر والباحث المشارك من جامعة الملك خالد الدكتور محمد أبو زهو، تناولوا الصورة المشرقة التي رسمها القرآن الكريم في عدد من الآيات والسور للمجتمع المسلم الأول في المدينةالمنورة، وذلك من خلال عرض الآيات مع بيان المراد منها، والربط بينها وبين واقع المجتمع المعاصر في المدينةالمنورة؛ رغبة في تأصيل السلوك الحضاري والتصرفات الرشيدة من خلال المصادر الشرعية الثابتة.