لودر مدينة السهل والجبل التي تعتبر صغيرة في حجمها كبيرة في مكانتها لموقعها الاستراتيجي باعتبارها البوابة الشمالية لمحافظة أبين التي قهرت الاحتلال البريطاني واليوم تقهر تنظيم القاعدة حيث تمكن الجيش وأبناء المنطقة من تطهيرها واستعادتها في ملحمة شعبية عسكرية. تقع مديرية لودر في الجهة الجنوبية الشرقية من محافظة أبين وتعد من أكبر مديريات المحافظة من حيث مساحتها وكثافتها السكانية، وهي خامس مديريات المحافظة مساحة حيث تبلغ مساحتها (2166كم2)، ويوجد بها اثنين من أعلى الجبال ارتفاعا في المنطقة وهما جبل ثرة الذي يزيد ارتفاعه عن (2000م) وجبل كيران (1889م) وتحيط بلودر أيضا جبال الكور وجبل شروان ونقيل وجبل الحلل ودمان، ويحدها من الشرق مديريتا مودية وجيشان وتفصلها عن محافظة شبوة، من الغرب مديريتا سباح وخنفر ومن الشمال محافظة البيضاء، وتمتاز بموقعها الاستراتيجي الهام حيث تتوسط الطريق الذي يربط محافظتي شبوة وحضرموت بمحافظتي عدن وأبين من جهة وبمحافظة البيضاء ومديريات يافع بمحافظة لحج المحاذية لمديرية لودر من جهة أخرى، والموقع الاستراتيجي الهام للودر ساعد على انتعاش الحركة التجارية بالمدينة الشهيرة بسوق الأحد الذي أصبح مركزا يوميا توارثته الأجيال منذ مئات السنين حيث يتوجه إليها أبناء حضرموت وشبوة ومكيراس والبيضاء ومودية والوضيع وجيشان واحور ومديريات رصد وسباح. ويوجد في لودر عشرين مركزا انتخابيا يتبعون الدائرة (121). وتملك لودر التي جعلها تنظيم القاعدة مدينة مظلمة بتدميره لمحطتها الكهربائية، شارعين أحدهما رئيسي مزدحم ومستشفى متواضع لا يرقى لأن يكون يطلق عليه حتى مركز صحي. ويستوطن مدينة لودر قبائل تسمى (لودر الكور ) وهي فخذ آل شعوي، وآل دمان وآل ديان الجيلاني، وآل الافقاع وآل الضمج. ورغم ترامي أطراف مديرية لودر إلا أنه لا يوجد بها مجمع حكومي وبحكم قدم الإدارة المحلية التي بنيت في عهد الاستعمار البريطاني تتآكل جدرانها بفعل عوامل التعرية وسوء التخطيط الحضري، غدت العشوائية تسيطر على كل شيء في لودر. وتمارس قبائل لودر عدد من الأعمال والمهن المختلفة إلى جانب المهنتين الرئيسيتين اللواتي يعملون بها جميع أفراد الأسر اللودرية رجالا ونساء والمتمثلة بالزراعة والرعي.وتوصف قبائل لودر بالبساطة والطيبة والتواضع وحب العمل الوطني والثوري منذ زمن طويل حيث كان لها دور فاعل إبان الاحتلال البريطاني لمدينة عدن حيث يتجمع أبناء شطري اليمن أنذاك لغرض التخطيط لمواجهة الاستعمار البريطاني لمدينة عدن الذي كان يصفهم أبنائها بأسود الجبال. رغم السكون الذي شهدته لودر إلا أن الجمر مازال تحت الرماد والأصابع على الزناد في المدنية التي تتشابه فيها معالم جبال تور بورا الافغانية ولكنها في لودر هي على الطريقة اليمنية هذه المدنية التي تواصل بعزيمة وصلابة في مواجهة وردع تنظيم القاعدة ومحاولاتها اليائسة في استعادة السيطرة عليها.