على حلقتين كتب الزميل والصديق الأستاذ الدكتور عبدالرزاق سليمان أبو داود مدير تحرير القسم الرياضي بجريدة «عكاظ» في 24 و25/4/1433 تحليلا جميلا، وراقيا بعنوان «كرة القدم السعودية.. غياب المواهب»، كنت أقرأ «للكابتن» عبدالرزاق «وأنظر إلى صورته المنشورة مع المقال، وهو الذي يمثل شخصية اللاعب الفذ، المتمتع بالأخلاق والعلم والرجولة واللياقة والفنيات والثقافة التي قليلا ما تراها في أغلب لاعبي زمان، في زمن لم تتوفر له، ولمجموعته فرص لاعب اليوم، الذى وهو يحاط بزملائه من تلك الحقبة كأنهم أسود السعودية، بل هم النسور الخضر الذين لم تحطهم الفرص الذهبية تدريبيا، وماديا. كنت أتطلع إلى الإشارة إلى اسمه ضمن نجوم الملاعب قبل عدة عقود، إلا أنه كما يبدو آثر عدم الظهور، رغم أن الجميع يعرف من هو «عبدالرزاق أبو داود»؟ وماذا قدم للملاعب مع ناديه الأهلى بجدة، ومع المنتخب الوطني؟ وكيف كانت نظرة أبو داود نحو مستوى كرة القدم في ذلك الوقت؟ وما هي نظرته حاليا لنفس الوضع؟ إضافة إلى مشاركاته إداريا ورئيسا بالنادي الأهلى الذي أحبه وأخلص له كثيرا لاعبا وممارسا وفنانا ومبدعا، بدءا في عهد سمو الأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله، وهو رائد الرياضة في بلادنا، كما هو رائد في الأدب والشعر، ليحقق الكثير على مستوى التطلعات التي تراعي الزمن، والمكان، والمناسبة. لم أقو على أن أترك تلك الجزئية عن أبو داود، وأنا الذي عاصرته في الملاعب كصحافي، ومتابع لأفضل وأقوى الفرق لدينا المتمثلة في (الاتحاد، الوحدة، الاهلي، الهلال، الاتفاق)، وهي تضم في حيازها: - لاعبين هواة، لكن في شكل محترفين، لاتهمهم الماديات، ولا التعالي والغرور. - لاعبين من بيوتهم، يحترمون القيم ويظهرون بأخلاق الكبار الذين كنا نشاهدهم في الملاعب الأوروبية، والبرازيل والأرجنتين. - لاعبين يحترمون الوقت، والتدريب، والمدربين، والإدارة والجماهير. - لاعبين يدفعون من جيوبهم لأنديتهم، ويسهمون في استمرارها. - لاعبين لم أر منهم في الوقت الحالي إلا النادر جدا بنفس المميزات. - لاعبين يمتعون الجماهير بأرقى أساليب الفكر، والقوة البدنية، واللياقة العالية والمهارات الفنية المرتفعة، حتى أدركنا كصحافيين وجمهور بأن «تدريبات» هذه الفرق مهمة، وكان يحضرها ويتابعها الكثير، وكأنك تشاهد هذا الحضور لمباراة يشتد فيها التنافس الودي بين جميع اللاعبين في الفرقتين، لأنه يتميز بالعطاء المستمر، والعطاء الكبير، قلما تجده اليوم. - لاعبين يشاركون أنديتهم والأندية الأخرى المناسبات والحضور. - لاعبين لا يعرفون السهر في غير مكانه، ويعلمون بأن المخدرات والمنشطات، والسفر في غير أهله يؤدي إلى الانتهاء والهلاك. [email protected]