دعا إمام وخطيب جامع السعداء في حي التوفيق في جدة الشيخ محمد الغامدي المسلمين إلى التصدي للمشككين في الدين والعقيدة، وقال في خطبة الجمعة أمس: «اتقوا الله عباد الله وراقبوه فإنه مطلع عليكم ومحصي أعمالكم»، وأضاف «عباد الله: نعيش هذه الأيام موجة تشكيك في الدين وتشكيك في العقيدة بل وتحول بعض أبناء الإسلام إلى الردة عن دين الله تعالى ووصل بهم الأمر إلى التشكيك في الله تعالى، وماذاك إلا لانتشار قنوات التواصل بشكل لافت للنظر واستحواذ بعض أعداء الدين على كثير منه فبثوا سمومهم في أبناء الإسلام الذين لم يكن لهم الرصيد الكافي من العلم ليدحضوا به شبه أولئك أصحاب الضلال». ودع الشيخ الغامدي العلماء والمسؤولين والأئمة والدعاة والآباء والأمهات والعقلاء ورجال التربية والتعليم وأهل الحسبة ومن بيده القرار الوقوف صفا واحدا في وجه ضد من يريد التغرير بأبناء الإسلام من أجل الحيلولة بين المرء وبين دينه وعقيدته حتى يصرفه إلى الإلحاد والزندقة. وذكر إمام وخطيب جامع السعداء المسلمين بمعجزات الأنبياء وقال: «لكل نبي معجزة أو معجزات تدل على صدق دعوته وسلامة رسالته وأنه مرسل من عند الله تعالى ليطمئن الناس على معتقدهم ويسعدوا في حياتهم الدنيا والأخرى وليفرقوا بين النبي الصادق وبين من يدعي النبوة»، وأضاف «من أسباب تقوية الإيمان بالله ورسالة الإسلام هو الرجوع بالذاكرة إلى تلك الأيام التي نزل فيها القرآن وعاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم فشاهده الناس ورأوا صدقه وأمانته وعاشوا لحظات المعجزات المؤيدة له في كثير من المناسبات والتي لا زلنا نعيش بعضها في أيامنا هذه»، وزاد «لقد جمع الله له بين المعجزات الآنية التي حدثت وانتهت في وقتها وبين المعجزات التي لم تظهر بعد مما أخبر به عليه الصلاة والسلام وبين المعجزة الدائمة من مبعثه إلى يومنا هذا إلى آخر الزمان وهو القرآن الكريم أصل المعجزات وأساسها ولنبدأ به ونتفكر في إعجازه فإن ذلك يزيد في إيماننا ويقوي عقيدتنا ويطمئن قلوبنا»، مبينا في خطبته بعض معجزات القرآن الكريم، قائلا: «القرآن هو معجزة الله في أرضه منذ نزوله إلى يومنا هذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها معجز في لفظه ومبناه ومعجز في مضمونه ومعناه». وأوضح ل«عكاظ» الشيخ محمد الغامدي أن اختياره للخطبة ناتج عن تأثر بعض الأبناء في المجتمع بدعوات الإلحاد عبر مواقع الإنترنت والفضائيات، وقال: «لابد علينا جميعا أن نقف لإنقاذ أبنائنا من هذه الدعوات التي تستهدف تغريبهم وتشكيكهم في دينهم وعقيدتهم». «عكاظ» رصد آراء المصلين في جامع السعداء في حي التوفيق في جدة حول مضامين الخطبة، وقال عماد الشريف: «الخطيب وفق في اختيار الخطبة في هذا الوقت الذي نشهد فيه انشغال الشباب بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ودخولهم في حوارات مع أشخاص لا يعرفونهم وهم غير مسلحين بالعلم الذي يدافعون به عن دينهم وما تربوا عليه»، وأضاف «هذا الوقت صعب وعلينا أن نتقرب من الشباب أكثر وأكثر لتوعيتهم بخطورة أعداء الدين الذين يريدون المساس بالدين عبر شبابه». أما فواز الشيخ مشرف توجيه وإرشاد في إدارة التربية والتعليم فقال: «الخطبة تمس واقع الشباب المعاصر لاسيما وأن هناك حملات على الإنترنت ضد القيم ومفاهيم الدين وعلينا جميعا وخاصة نحن التربويين دور كبير فنحن قدوة للشباب وإن لم يكن لنا دور والخطيب له دور فإن الشباب سيجدون أنفسهم بدون توعية»، وأضاف «آمل من الجميع التقرب للشباب وتفعيل مراكز الأحياء التي تتبع لجمعية مراكز الأحياء والاستفادة من المتقاعدين وكبار السن في توعية الشباب»، وبين الشيخ إن إدارة التربية والتعليم تعد سنويا ملتقيات للقيم والحوار بين الطلاب والمسؤولين وتحث على ذلك وهي الآن ممثلة في إدارة الإرشاد والتوجيه تستعد للملتقى الحواري لهذا العام وملتقى القيم وجميعها يراد منها توعية الشباب. بدوره رأى يوسف المالكي معلم تربية إسلامية أن الشباب بحكم أنهم أكثر من نصف سكان المملكة وتمكنهم من وسائل الاتصال الحديثة جعلت جهود التربية وجهود الأسرة صعبة في ظل ما يتاح لهم في مواقع الإنترنت وما يبث لهم من برامج على الفضائيات، وقال: «الالتصاق بالشباب والاتسام بروح العصر هو العلاج الأفضل لتحصين الشباب من الانحراف».