.. لقد حرص فضيلة الشيخ علي بن عايض القرني إمام وخطيب الجمعة في مسجد الحي أن يضرب المثل لمحبة الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظهروا من كمال محبتهم له وحرصهم على سنته ما لا يخفى، أظهروا من محبتهم له وشفقتهم عليه وحرصهم على الاقتداء به ما جعلهم خير الخلق وأفضل الخلق على الإطلاق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ولا يمكن لأحد أن يستشهد بأحد قبل سيد المسلمين وحبيب رسول رب العالمين أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم أراد صلى الله عليه وسلم المهاجرة من مكة إلى المدينة، أتى الصديق في الظهيرة فلما قيل للصديق هذا رسول الله قال : «بأبي وأمي ما أتى به إلا أمر جلل» فلما دخل عليه قال : أذن لي بالهجرة. فقال الصديق : الصحبة يا رسول الله. فقال: نعم. قالوا : فبكى الصديق رضي الله عنه فرحا. تقول عائشة رضي الله عنها : وما كنت أظن الفرح يوجب البكاء بعد الذي رأيت من أبي رضي الله عنه. رواه البخاري. ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ضرب أهلها معنى آخر في حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرجون زرافات ووحدانا رجالا ونساء شيبا وشبانا ويكبرون ويقول بعضهم لبعض: الله أكبر جاء محمد جاء محمد، وترتقي على أسطح المنازل بنات من بني النجار يضربن بالدف ويقلن : نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا لو محمد من جار ويقدم خبيب رضي الله عنه ليقتل ويصلب فيقول له قاتلوه من مشركي قريش آنذاك: أيسرك أنك في بيتك معافى وأن محمدا مقامك، فيقول رضي الله عنه: لا والله ما يسرني ذلك ولا أن يشاك محمد صلى الله عليه وسلم بشوكة. صحابي آخر أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله: كلما ذكرتك وأنا في بيتي لا تطيب نفسي حتى أخرج وأنظر إليك ولكن إذا ذكرت موتي وموتك وعلو منزلتك وأنا دون ذلك حزنت حزنا شديدا على ذلك فأنزل الله ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).. وإلى الجمعة القادمة بإذن الله لنرى صور المحبة وقد انتقل الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.. وكيف واجه الصحابة ذلك الموقف الرهيب ؟.