انشغلت كواليس صحافة الخرطوم الأيام الماضية بخبر صدور قرار بإيقاف الأستاذ علي يس الكاتب بصحيفة الانتباهة التابعة لمنبر السلام العادل من الكتابة. القرار أصدره الأستاذ الطيب مصطفى رئيس مجلس إدارة الصحيفة على خلفية مقال بعنوان (حوار مع المناضل إبليس في سجنه)، كتبه قبل أيام وتمخض عن مساجلات بينه وبين كتاب آخرين بالصحيفة. ويأتي قرار صحيفة الانتباهة بإيقاف الكاتب بعد أن هددت مراكز قوى داخل منبر السلام بالاستقالة إن لم يصدر قرار إيقاف علي يس. وكان على رأس المطالبين الشيخ عمر أحمد محمد نور نائب رئيس منبر السلام العادل لشؤون الولايات والشيخ سعد أحمد سعد، والشيخ أبو أمين أمانة الدعوة، والشيخ وقيع الله نائب الرئيس لشؤون التنظيم والشيخ أبو حازم مقرر أمانة الدعوة. وينسب انفصاليون كثر الفضل في انفصال جنوب السودان إلى منبر السلام العادل الذي ظل على موقفه الصارم الرافض لمبدأ وحدة السودان طيلة السنوات التي أعقبت اتفاقية نيفاشا، والذي يطالب رئيسه الأستاذ الطيب مصطفى اليوم بطرد الجنوبيين من السودان الشمالي عبر مقالاته الراتبة بصحيفة الانتباهة. وعلى الرغم من كثرة الدعوات إلى تعريب المناهج الدراسية وتطبيق الشريعة الإسلامية بعد انفصال الجنوب ينادي بعض الإسلاميين اليوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ومن ذلك دعوة والي ولاية القضارف كرم الله عباس الشيخ إلى التطبيع مع إسرائيل والتي شغلت الرأي العام السوداني في الأيام الماضية. دعوة والي القضارف ليست الأولى من نوعها فقد سبقه إلى ذلك والي ولاية جنوب دارفور السابق عبد الحميد موسى كاشا الذي طالب قبل فترة بضرورة التطبيع مع إسرائيل قائلا «ما دمنا قد قبلنا بأمريكا فلنقبل بإسرائيل»، وهو ذات الموقف الذي اتخذه قبل شهور عضو البرلمان بمجلس الولايات شريف محمدين الذي طالب في إحدى جلسات القطاع الاقتصادي للهيئة التشريعية القومية بالتطبيع مع إسرائيل مبررا ذلك بعلاقات معظم الدول العربية معها في السر والعلن، وقائلا «نحن لنا علاقة مع الصين التي لا دين لها فلم لا نطبع مع إسرائيل الكتابية». فضلا عن بعض نواب المؤتمر الوطني بالمجلس الوطني، الذين أكدوا أن التطبيع مع إسرائيل سيجنب البلاد الكثير من المشكلات السياسية.