واصل والي ولاية القضارف كرم الله عباس الشيخ أحاديثه المثيرة للجدل أول أمس لدى إلقاء خطابه في افتتاح أعمال المجلس التشريعي وصب جام غضبه على الصحافة، فيما وعد بتطبيع علاقات السودان مع إسرائيل حال تسلمه حقيبة وزارة الخارجية» حسب صحيفة التيار السودانية «، واستدرك الوالي بقوله: «ولكن هل يصبح المزارع وزيراً للخارجية» مشيراً لعلاقات بعض الدول مع إسرائيل مثل مصر والأردن، وقال «أنا من مدرسة داخل المؤتمر الوطني توافق على التطبيع مع إسرائيل»، وقطع والي القضارف بعدم تقديم أي دعم مالي للوحدات الاتحادية بولايته، وقال: «لن أقدم أي دعم مالي لصالح الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمية الوطنية»، ودعا كرم الله تلك الوحدات لإبلاغ إداراتها المركزية بذلك، وقال: إن الميزانية المخصصة لهم والبالغة 461 ألف جنيه أولى بها مرضى «الكلازار» وسوء التغذية في ولايته، فيما عاد وأكد استعداده لاستنفار مائة ألف مقاتل، وأشار والي القضارف لشروع حكومته عبر المستشار القانوني بفتح بلاغات ضد الصحفيين ومراسلي الصحف في ولايته ووصف بعضهم بعديمي الأخلاق وأصحاب الأجندة والأغراض الخاصة. وهدد بزجهم في السجون. كما كشف كرم الله عن بند جديد لإيرادات الولاية من عائد الشكاوى ضد الصحافة. الحكومة ترفض التعليق على كلام الوالي من جهتها رفضت الخارجية السودانية على لسان المتحدث الرسمي باسمها العبيد مروح ل «الشرق» التعليق عن اتجاه الوالي كرم الله لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في حال إسناد وزارة الخارجية السودانية له. ورفض «مروح» الإجابة على أسئلة «الشرق» حول مغزى الحديث عن تطبيع للعلاقات مع دولة الكيان الصهيوني من قبل مسؤول ولائي رفيع في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة السودانية عن استهداف دولي وإسرائيلي لوحدة البلاد والسعي لتفتيتها لعدة دويلات من خلال الدعم العسكري المسلح لجماعات المتمردين في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. وأجاب مروح «لم أطلع على صحيفة التيار اليوم، ولا إجابة لدي على هذه التساؤلات، وبدوري أتساءل، وأضاف ساخرا: في حال حصولك على إجابة الرجاء إبلاغي. يذكر أن الخارجية السودانية هي المرجعية المتخصصة في شأن العلاقات الدبلوماسية بين الوحدات السياسية الدولية، ويفترض أن يكون المتحدث الرسمي والناطق باسمها على علم وإلمام تام بتفاصيل السياسة الخارجية للدولة. التصريحات بالون اختبار وحول وجود اتجاه سوداني لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الكيان الصهيوني، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أم درمان الإسلامية الدكتور صلاح الدومة، إن تصريح كرم الله عباس والي ولاية القضارف بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل مجرد بالون اختبار لمعرفة ردة فعل الرأي العام السوداني تجاه الخطوة من جهة، وردة الفعل من جانب الأطراف القيادية المناوئة لعملية التطبيع داخل صفوف الحزب الحاكم من جهة أخرى. وأشار الدومة لوجود تيار داخل حزب البشير يرغب في تطبيع كامل للعلاقات مع دولة الكيان الصهيوني لضمان بقائه في السلطة، لأن المسألة الأهم له البقاء في السلطة مهما كان الثمن، وقال إن هذا التيار صغير في مقابل تيار عريض داخل الحزب الحاكم يرفض عملية التطبيع مع إسرائيل. وتوقع الدومة أن تثير مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ردة فعل عنيفة داخل صفوف حزب البشير أولا، ووسط المجتمع السوداني المتعاطف مع القضية الفلسطنية وحق الشعب الفلسطيني المغتصب. مقاتل من جيش حركة تحرير السودان في كردفان (رويترز)