تشكل آلام البطن قرابة 80 90 % من الحالات التي تصيب الأطفال بسبب الاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر النفسي، وقد تحدث هذه الآلام يوميا أو عدة مرات أسبوعيا أو شهريا، وعادة ما تكون حول السرة ولا يصاحبها أي أعراض أخرى، ولا تزداد حدتها بمرور الوقت، بل تبقى ثابتة، ويكون الفحص السريري والمخبري سليما، وعادة ما يكون مرتبطا بأحداث معينة وأوقات معينة في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة إذا كان الطفل يواجه مشكلة في المدرسة أو أثناء فترة الاختبارات، حيث يكون قلقا على النتيجة، أو أوقات الوجبات تهربا من الطعام بالذات إذا كان الوالدان يجبران طفلهما على الأكل، أو إذا كانت كان هناك بعض المشاكل الأسرية مما يتطلب تفهم الأسرة لهذا الألم ورعاية الطفل دون إفراط حتى لا يزداد القلق، وتوفير أنشطة يحبها ويبدد فيها قلقه، وعادة لا يوصى بمعالجات دوائية، بل الاهتمام بصحة الطفل النفسية حتى يتجاوز آلامه. وذكرت استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة مريم النويمي، أن المرض العضوي والخلل الوظيفي والإضطرابات النفسية، ثلاثة أسباب لآلام البطن لدى الأطفال بين سن 8 حتى 10 سنوات، وتتكرر لثلاث مرات على الأقل خلال ثلاثة أشهر، فيما يعتبر الإمساك المزمن الناتج عن خلل في وظيفة الكبد أو كسل الغدة الدرقية من أهم الأسباب العضوية لآلام البطن، إضافة لتقرحات المعدة والأمعاء المزمنة، والتهاب الزائدة الدودية، والإصابة بطفيليات في الأمعاء، والأنيميا المنجلية، موضحة أن الطفل يستطيع أن يعين منطقة الألم وغالبا ما يكون بعيدا عن منطقة السرة، وقد ينتشر الألم ليشمل البطن كلها ويمنع الطفل من ممارسة حياته ويمنعه من النوم أو يوقظه من نومه، وتصاحبه أعراض كارتفاع في درجة الحرارة والتقيؤ والإسهال وانتفاخ البطن مع تغيير في الشهية ونقص في الوزن، ويشخصه الطبيب في المستشفى اعتمادا على التاريخ المرضي والفحص السريري والمخبري. ولفتت النويمي ،أن ألم البطن الناتج عن حالة خلل في وظيفة العضو، ينشأ عن تفاعل الجهاز الهضمي مع شيء معين كالطعام، فأحيانا يكون لدى الطفل حساسية تجاه أطعمة بعينها كاللاكتوز في الحليب مثلا، أو ربما ينشأ عن تدريب غير مدروس للطفل على استخدام دورات المياه بحيث من الممكن أن يصاب بإمساك أو احتباس في البول نتيجة عدم التدرج في تدريبه وبذلك تنتج الآم في البطن، وأحيانا يصاب الطفل بإمساك بسبب العادات الغذائية الخاطئة فينصح له بالإكثار من شرب الماء، وتناول وجبات تحتوي على ألياف كالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والنشاط الرياضي؛ ليساعد الجسم على التخلص من الفضلات، مع استخدام المسكنات الموصوفة من قبل الطبيب وتثقيف الطفل والأسرة.