سيكون عشاق المستديرة على موعد مساء اليوم مع المتعة والإثارة حين يلتقي فريقا الهلال والاتحاد في إياب ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. التاريخ في صف الاتحاد وبنظرة فاحصة للقاءات الفريقين في هذه البطولة الغالية التي انطلقت في موسم 2007- 2008 بمسماها الجديد، يحدثنا التاريخ عن تفوق الاتحاد على نظيره الهلال الذي لم يحقق في ستة لقاءات جمعت الفريقين في البطولة منذ انطلاقتها قبل أربعة مواسم وحتى تاريخه أي فوز على الاتحاد الذي ظل طرفا ثابتا في المباريات النهائية في جميع النسخ الماضية، إذ فاز بلقب واحد من أصل المباريات النهائية الأربعة التي خاضها، فيما لم يسبق أن ودع أي منهما البطولة من دور الثمانية، وهي التي ستحدث هذا المساء بعد أن أوقعتهما القرعة في مواجهة بعضهما، ففي مسابقة 2007- 2008 التقيا في دور الأربعة، حيث أقيمت مباراة الذهاب في جدة وانتهت لصالح الاتحاد بنتيجة كبيرة قوامها أربعة أهداف لهدف، وفي مواجهة الإياب التي أقيمت على ذات الملعب (ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة)، بسبب عقوبة انضباطية على فريق الهلال نقلت معها مباراته إلى خارج أرضه، انتهت المواجهة آنذاك لصالح الاتحاد أيضا بهدفين لهدف، وفي موسم 2009- 2010 كان موعد الفريقين على الختام، حيث انتهت الأشواط الأصلية بالتعادل السلبي، لتتجه المواجهة لضربات الترجيح، وتنتهي لصالح الاتحاد بنتيجة 5/4 ليتوج معها باللقب الأغلى في السعودية، وفي الموسم الماضي 2010– 2011، تواجه الفريقان في دور نصف النهائي من البطولة، وكانت المواجهة الأولى بينهما قد أقيمت في جدة، ونجح الاتحاد خلالها في الظفر بالفوز بثلاثة أهداف دون مقابل، فيما انتهت مباراة الإياب في الرياض بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، طار معها الاتحاد للمباراة النهائية لملاقاة غريمه التقليدي (الأهلي) لتنتهي البطولة آنذاك لصالح الفريق الأخضر بركلات الترجيح 4/ 2، وفي هذه البطولة، انتهى لقاء الذهاب الذي جمعهما الأحد الماضي في جدة بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثله. كيف يفوز أحد الفريقين متى ما أراد السيد هاسيك الظفر بنتيجة المباراة فإن من الواجب عليه توجيه لاعبيه إلى الاعتماد على الكرات الطولية خلف مدافعي الاتحاد لاستغلال سرعة العربي وقوته البدنية، مع تكثيف التواجد في مناطق الدفاع الاتحادي باللعب منذ البداية برأسي حربة خلفهما صانع لعب ومحاولة خطف هدف في الربع ساعة الأولى من المباراة لأن ذلك سيشكل عبئاً كبيرا على الفريق الاتحادي، كذلك تكثيف التواجد الدفاعي في منتصف ملعبه باللعب بمحوري ارتكاز ثابتين والضغط على حامل الكرة وعدم ترك المساحات للاعبي وسط الاتحاد للعب بحرية والاستلام والتسليم خاصة فوزي عبدالغني الذي يجيد صناعة اللعب، والمراقبة اللصيقة للاعب حسني عبد ربه (صاحب هدفي الفريق في مباراة الذهاب) وذلك بتكليف عادل هرماش بمراقبته والقيام بدور حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، ولأن الاتحاد يعتمد كثيرا على القادمين من الخلف وتمويل هزازي بالكرات العرضية فإنه يتعين على الدفاع الهلالي التمركز السليم مع إقفال منطقة العمق الدفاعي، وعدم تقدم ظهيري الجنب كثيرا حتى لا يخلقوا ثغرات تسمح لأجنحة الاتحاد بإرسال الكرات العرضية باتجاه هزازي الذي يجيد ضربات الرأس بامتياز. يمتاز مدرب الفريق راؤول كانيدا بقراءته المميزة للمباريات ومعرفة نقاط القوة والضعف في الفريق المنافس، وإذا ما أراد الفوز الليلة خاصة أن حظوظه في التأهل تقل كثيرا عن حظوظ الهلال فعليه الاعتماد على الضغط الهجومي منذ البداية مع عدم التقدم اللا محسوب من جانب الدفاع كون لاعبي الهلال سيعتمدون كثيرا على إقفال مناطقهم الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة، فالتقدم غير المحسوب قد يكلف الفريق الكثير، لذلك لا بد من التوازن بين هجوم الفريق ودفاعاته، يضاف إلى ذلك تكليف ظهيري الجنب بالتقدم إلى الأمام لممارسة الضغط الطولي على دفاعات الهلال، وصناعة (الأوفر لوب) والتي يتميز هزازي بقدرة كبيرة على التعامل معها، وقد تكون المباراة فرصة كبيرة لوسط لاتحاد لاستعادة الثقة من جديد، كما يتعين على ثلاثي الوسط تبديل المراكز باستمرار لإرباك الدفاع الهلالي، أما قلبا الدفاع فعليهما التقدم أمام منطقة الجزاء لممارسة دفاع المنطقة، وتسهيل مهمة نصب مصيدة التسلل أمام سرعة مهاجمي الهلال، فيما يتعين على كريري وأبو سبعان إغلاق منطقة الوسط، وإيقاف هجمات الهلال مبكراً بالضغط على حامل الكرة، كما سيكون لهما دور كبير في الربط بين وسط الاتحاد وهجومه، وهو ما سيقلل المساحات بين خطوط الاتحاد الثلاثة، ويمنح العميد أفضلية هجومية ودفاعية في المباراة.