لاحظت وجود موقع بسيط، لصفحة الناشرين السعوديين على الفيس بوك، يدعو لحضور معرض الكتاب السعودي المزامن لهذا اليوم 23 أبريل الأسبوع الفائت ، ويطرح سؤالا لم يحصل ولا على «لايكين»، عن أي الطرق تراها عزيزي « القارئ » أجدى لترويج ثقافة القراءة والكتاب. وبقدر ما أعجبني هذا التواصل الجميل مع جمهور واقعي وافتراضي، بقدر ما أحزنني أنه لم يكن في الصفحة أحد سوى صمت السؤال. يعبر اليوم العالمي للكتاب إذا. حاظية بلادنا فيه وقبله بنسبة شراء عالية في معرضها الدولي في الرياض، إضافة لنسبة صخب وتطويس كذلك. ما الذي ينتج بعد هذه الوفرة الشرائية والمبيعية والكلامية. كتب كثيرة من أصناف متنوعة، لم يندرج الأكثر مبيعا فيها تحت عالم الطبخ والأبراج والحمية فحسب، دخلت الروايات على الخط المبيعي أيضا، وكتب الفكر والفلسفة. هل هي موضة إذا. طفرة شراء أخرى. قد لا يمكن تحديد إجابة لذلك. لكن الماضي مع الحاضر يشكلان بوصلة تعطي الوجهة تقريبا إن لم يكن تحديدا. 300 مليون عربي. ما حظهم من نسبة القراءة العالمية، كون الإحصائية الآتية كإحباط شخصي، لا تكاد تجمع ولا على 6 دقائق للفرد الواحد طوال عام. لكن منظري اللامؤامرة، لا يرون في هذه النسبة سوى مشروع تحبيط آخر. أكبر النسب تمنح لوسائل الإعلام الجديد، ومنافذ التواصل ما لا تعطيه للكتاب الورقي، أساس القراءة، والمعرفة، ومشروع حفل هذا اليوم الذاهب 23 أبريل، والموافق لوفاتي سرفانتس «الطواحين»، وشكسبير «المسرحيات» .. هل نجد فعلا جادا إذا لترويج الكتاب ترويجا حقيقيا، لكي لا يكون الكتاب ثالث المتوفين في هذا اليوم. إننا نحتاج لتعاقد وثيق مع وسائل النشر ودور الكتب. هل سنحصل على خصم 50% بمناسبة يوم الكتاب العالمي على أي كتاب نشتريه في هذا اليوم، من دور النشر الكبرى لدينا جرير والعبيكان مثلا . ليرتبط هذا اليوم فعلا بالكتاب، وليتكدس الناس المتابعون لعروض تخفيض الملابس والمطاعم والعطور والأحذية في المكتبات، باحثين عن كتبهم المفضلة مع أطفالهم في هذا اليوم، حائزين نسخا مخفضة أو شعبية كما في كل دول العالم. فكرة واحدة من أفكار كثيرة. الأمر بحاجة لمساندات وتطبيق.. كل عام والكتاب وعشاقه بألف خير.