كتبت إحدى الكاتبات ذات أنين مرتبك عن تجاهل بعض الرجال لمضامين أفكارها وأخواتها من الكاتبات والانصراف للتعليق على ملابسها وصورتها دون أن ينسوا أي نقش في حقيبة يدها. قد نكون اعتنينا جدا بصنع دراسة هامة ولكننا ما زلنا مترددات بين قلم الكحل وقلم الكتابة وأي النساء نريد أن نكون؟! فنحن نضع الكحل لنكون جميلات ولكن نغضب جدا إن اختار أحدهم ما فعله قلم الكحل ليعلق عليه ظنا منه أنني انتظر هذا الإطراء وهو يريد أن يكون فتى مهذبا..! أو لأنه سمج يريد أن يمارس علي وصاية تريني الطريق إلى البيت إن لم تعجبني تحرشاته الكلامية، أو يريد أن أضع الحجاب أو النقاب أو أقر في بيتي أو أبني لي قبرا ليرتاح!.. ما أردت قوله بصراحة هنا.. أن الرجال مرتبكون إزاءنا ونحن خرجنا دون أن نحسم ارتباكنا وترددنا وتناقضنا بين الأنثى والكاتبة فينا.. وما إن كان على إحداهن فقط أن تبقى.. وتنال كل التكريم.. يرفع الرجل في كل العالم نظره ليجد النساء يرتدين مفتخر الثياب ويضعن أميز الزينة.. ويكن له كما يحب وفقا لبيولوجيا الجمال وهناك نساء يعرضن أجسادهن في كل لحظة عبر الإعلان والسينما وغيرها.. وقد ارتبطت عنده المرأة بالصورة فهو يحسها ويشعر بوجودها عبر بصره وقلما ينصت إليها أو يتحسس حضورها بأذنيه فقد اعتاد التهامها بعينيه.. وقد خلقها الله جميلة وجديرة بالتوقف.. سيحتاج مثل هذا الرجل وقتا طويلا ليتدرب على الإنصات علينا أن نساعده فيه بتكثيف الحضور الإنساني وتحييد الأنثوي كما عليه أن ينصت إلى تذمرنا ليعرف أن عليه أن يبذل بعض الجهد مع حواسه ويقوم بتعلم الإنصات إلى الفكر بعيدا عن الصورة.. إننا مرتبكات ..نريد أن نبدو جميلات ويهمنا أن لا يتجاهل الرجال جمالنا الذي بذلنا فيه كل هذا الجهد وقد نشعر بالإهانة إن فعلوا وفي نفس الوقت لا نريدهم أن يتجاهلوا كتابتنا .. علينا نحن النساء أن نتحقق جيدا من خلاصاتنا الفكرية ونصنع موقفا فرديا أو جماعيا.