• من يريد أن يتذوق طعم النجاح عليه أن يضع خصمه في دائرة الأمل ومن يبحث عن قيمة الانتصار يترقبها عند دنو شمس المنافسة من المغيب، فالإنجاز الذي تكسبه مهما عظم قدره ومهما علا شأنه ربما لا يلبي شغف النفس إذا تحقق في هدوء ومر مرور الكرام ولم يشعر به أحد طالما لم يدفع له ثمنا تهز به أركان المنافسين. • وأحيانا تنجز وربما يكون إنجازك أقل قيمة ولكنه له شنة ورنة ولاسيما إذا جاء من فم الأسد. • فمعايير الفرحة لها خصائصها التي تسمح لك أن تبقي منافسك إلى آخر لحظة لتعيش من أمامه الفرحة على أصولها. هكذا فرض الاتحاد والهلال حضورهما في موسمهما الاستثنائي فكلاهما عنوان المتعة والإثارة حتى في عز انكسارهما. • فما نتظره هذا المساء من لقاء الفريقين لن يكون من أجل نصرة العدالة فليس لدينا أدنى شك بغيابها عن الساحة حتى ننشدها في تصريحات مسؤولي الناديين الذين عرفوا بالمثالية ولن نتظر حضور القيم والمبادئ بالفوز فهي لم تغب قط، وإنما نتطلع إلى لقاء يعيد لنا بعضا من بقايا متعة الكرة والمنافسة في تحد صعب لا يقوى على خوضه إلا الكبار. فالاتحاد الباحث عن هويته والهلال الطامح في تأكيد زعامته في مواجهة أصحاب النفوذ الفني، وإن كان الهلال أكثر جاهزية من مستضيفه إلا أن الاتحاد يهوى النهوض عندما يظن الآخرون أنه قد سقط. • يخطئ من يعتقد بأن هناك مقياسا آخر لجمال الكرة في دورينا يوجد في غير منازلات الهلال والاتحاد، فالمنافسة .. النجوم.. الجماهيرية.. والإعلام.. هي خصائص الكبار التي لا تباع ولا تشترى ما لم يفرضها التاريخ على الساحة الخضراء. • وطالما تحدثنا عن الإعلام فلا بد أن نتلمس خطورة الأزمة المفتعلة من قبل بعض مسؤولي الأندية واتحاد الكرة وتجنيهم على واحد من أهم عوامل صناعة نجاح الرياضة لدينا من خلال التشكيك بنزاهة السلطة الرابعة واتهامها بالفساد. • دعونا نتحدث بشفافية ووضوح ليس بقصد نقض وتفتيح الجروح ونبش ما يعتقد بأنه سري غير مسموح وإنما لأن الوضع «خطييير» يستحق الوقوف عنده كثيرا وعدم السكوت عليه ومناجاة من يهمه صلاح الوسط الرياضي بالتدخل. • نعم أزمة ثقة وتشكيك في سلامة وأمانة القلم التي يوقدها هؤلاء الذين يعتقدون بأنهم لن يحاسبوا بعد أن أشاروا إلى وجود فساد إعلامي لا نعلم حقيقته، هل بالفعل موجود أم أنها ذر الملح في أطراف العيون ليبقى السؤال قائما! • لماذا فضل أن يكون الإعلام نفسه منبره القضائي لمحاسبة الأقلام (الرخيصة) إذا كان بالفعل هدفه تطهير الساحة الإعلامية والمحافظة على سمعتها من عبث المنتفعين؟ ولماذا لم يسلك هذا المسؤول أو ذاك الطرق السليمة للقضاء على مثل هذي المستنقعات. • نحن نطالب باسم الأقلام النزيهة أن تكون هناك مساءلة لهؤلاء الذين يسعون إلى تشويه الإعلام واتهامه بالفساد أو يثبتون صحة ما يدعون وحينها سنصفق لهم. *** وقفة • الإعلامي الذي يفقد احترامه فإنه لن يجده في جيوب المسؤولين.