إن محافظة ضمد إحدى المحافظات التابعة لإمارة منطقة جازان في المملكة، وتتكون من عدة مدن وقرى ومراكز، مركزها الإداري مدينة ضمد وتحيط بها القرى والمراكز التابعة لها والتي تقدر بحوالي مائة وعشرين قرية ومدينة وحلة، وشهدت هذه المحافظة تطورا مذهلا وملفتا للأنظار في شتى المجالات في السنوات الأخيرة الماضية حتى أصبحت من المحافظات النموذجية في منطقة جازان، بل على مستوى المملكة. وتتوسط محافظة ضمد أمهات مدن المنطقة حيث تقع في وسط منطقة جازان تقريبا، ونظرا لوقوعها على ضفاف وادي ضمد الذي يتدفق مياهه طوال العام وما يكسبه من خصوبة لأرضها وغزارة المياه الجوفية بها وخضرة أراضيها والمزارع التي تحيط بها من أربع جهات وتغذيها الآبار الارتوازية ووادي ضمد العظيم، فإن ذلك يعطيها ميزة من ناحية تلطيف الجو وكأن هذه المحافظة تقع داخل حديقة غناء ما يزيدها روعة وجمالا، إلا أن ما يميز وادي ضمد ومحافظة ضمد كثرة سقوط الأمطار وارتفاع منسوب المياه وكثرة السيول المستمرة على مدار السنة، ولسكان المحافظة اهتمام كبير بالتجارة، ومن السكان عدد كبير يشتغلون بالتجارة من خلال المؤسسات المتعددة الأغراض والمحلات التجارية، واهتمت الدولة بتخصيص بعض الأيام من الأسبوع لبعض القرى ليكون في هذا اليوم سوقا أسبوعيا شعبيا، وعلى ضوء ذلك تم تحديد سوق ضمد في يوم الإثنين من كل أسبوع وفيه يتم بيع وشراء أنواع متعددة من المنتجات والسلع المحلية والمستوردة بين سكان القرى والمدن المجاورة لمحافظة ضمد، وقد تم تأسيس هذا السوق يوم الاثنين الموافق 23/1/1393ه، وكذلك سوق يومي للخضار والفواكه واللحوم والأسماك وكل ما يحتاجه المواطن والمقيم في هذه المحافظة، أما الزراعة في ضمد فهي من أهم موارد الحياة ومصدر هام من مصادر الرزق في المنطقة وفي العالم كله، ولسكان المحافظة اهتمام كبير بالزراعة قديما وحديثا، وكانت في السابق في حدود وإمكانيات بدائية ضيقة أما في عصرنا الحاضر فقد انتعشت الزراعة وحفرت الآبار الارتوازية ومنحت الدولة القروض اللازمة ما أعطى حافزا ودافعا قويا للمزارعين في هذه المنطقة على زراعة المساحات الواسعة. وكانت ضمد ومازالت من المناطق الزاخرة بالعلم والعلماء حتى سميت ببلاد المائة عالم، وما ذلك إلا لأنها كانت منبرا للعلم والعلماء، وإن من كمال الانشغال بالعلم الاهتمام بذويه العلماء الأعلام والقيام بتدوين مناقبهم وسيرتهم وعلمهم واجتهادهم وأشعارهم التي أفنوا فيها أعمارهم وأمضوا في تحصيلها أكثر أوقاتهم وحفظ الخلال والفضائل الشريفة لهم وجعلهم في المحل الذي يليق بهم ومن الوفاء، والقيام بإيفاء من قد سلفوا حقهم من إحياء الذكرى والتكريم وتعريف الجيل الحاضر بهم وبآثارهم العلمية فهم العلماء بالحلال والحرام والفقهاء في أحكام الله عز وجل وفروضه وأمره ونهيه من أجل القدوة الحسنة للأجيال القادمة وربط الحاضر المشرق بالماضي المجيد.