ظن السوريون أن هروبهم من النظام وخروجهم إلى أية دولة من دول الجوار قد يحميهم من ظلم وتنكيل شبيحة النظام، إلا أن ظنونهم خابت مع نظام يطارد شعبه في كل مكان للانتقام حتى لو هرب إلى آخر الأرض. بدورها تواصل «عكاظ» الحديث مع بعض اللاجئين في الأردن وتتابع معاناتهم، وتقول الشابة الناشطة السورية ملكة جزماتي التي تتابع كل تفاصيل الحياة اليومية للاجئين السوريين وتلبي كل احتياجاتهم من خلال ما يتوفر لديها من إمكانيات، إن العائلات السورية في الأردن تعيش حتى الآن حالة رعب من مطاردة شبيحة النظام لهم، فهم في غالب الأحيان يرفضون التصوير خوفا من التنكيل بعائلاتهم في سوريا، أو حتى ملاحقتهم في الأردن. وتؤكد جزماتي في تصريح ل«عكاظ» أن عصابات الأسد وشبيحته موجودون بكثرة في الأردن، وأنهم يتربصون بالمباني التي يسكن فيها السوريون، وأفصحت عن حوادث اختطاف للأطفال ومراقبة لهم في أغلب الأحياء التي يسكنها السوريون الهاربون من بلدهم. ورفضت جزماتي أن تكشف عن المناطق التي يسكنها السوريون، وأشارت أن هذا قد يعرضهم للخطر في حال علمت آذان النظام بالمكان الذي يلجأ إليه السوريون في الأردن. فيما قالت أم نضال الهاربة من درعا مع عائلاتها، أنها تعيش وسط حالة من القلق على أطفالها، خصوصا أنها لا تعرف مدينة الرمثا، ويجهلون كيف يتصرفون، «ففي مثل هذه الحالات من السهل على أتباع النظام السوري أن يروعونا». وفي سردها للممارسات النظام وشبيحته في الأردن، قالت دون أن تؤكد إن السلطات الأردنية ألقت القبض على بعض الأشخاص يعتقد أنهم حاولوا تسميم خزانات المياه لأحد المباني التي يقطنها السوريون في عمان، لافتة إلى أن الرعب لم يغادر السوريين رغم هروبهم من البلاد. وحول احتياجات اللاجئين، قالت «السوريون ليسوا جياعا.. ولا يريدون من ينفق على طعامهم وشرابهم.. إنهم بالحاجة إلى الضمير العالمي أن يقف إلى جانبهم.. وبحاجة إلى إخوانهم العرب أن يزوروهم». وتضيف «أخص بالذكر الإخوة الخليجيين ليزوروا مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، موضحة ان مثل هذه الزيارات تزيد من عزيمة السوريين وتشعرهم أن إخوتهم العرب إلى جانبهم».وفي إطار المساعدات، أكدت أن هناك الكثير ممن يتبرعون من أجل مساعدة اللاجئين السوريين دون أن يذكروا أسماءهم، وبينت ان الكثير منهم من دول الخليج الذين يكن السوريون لهم كل الاحترام. وقالت إن شخصية سعودية لم تعلن عنها تكفلت باستئجار مبنيين وإيواء المحتاجين للسكن، وذلك من أجل التخفيف على معسكر البشابشة في الرمثا.