واصلت الأيام الثقافية السعودية في منظمة اليونسكو فعاليتها بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ونائبه الدكتور عبد الله الجاسر عبر العروض الفلكلورية التي تجسد الموروث السعودي، الى جانب ندوات علمية بحثت أوجه «حوار الحضارات في مواجهة التحديات»، وشارك فيها الدكتور عبد الله العبيد نائب رئيس مركز الملك عبدالله للحوار الوطني وجمال خاشقجي ومنى خزندار مدير عام معهد العالم العربي والباحثة حياة سندي. ووصفت مدير عام اليونسكو السيدة أرينا بكوفا في حديث ل«عكاظ» انبهارها بمستوى تنوع وتعدد الموروث السعودي عبر العروض حيث قالت «إننا نكتشف في هذه الأيام التقاليد والفلكلور وطقوس الشعر السعودي المبهرة»، وأضافت «لقد تحمست لفكرة عرض المعارض السعودية في اليونسكو التي عبرت عن مبادئ الوسطية بشكل رائع، لأننا نعتبر أن الثقافة ثروتنا في هذه المنظمة، التي تحض على احترام كل ثقافة من خلال معرفتها والتمعن في عمقها، ولا يجب على هذا العالم أن يصنف الثقافات بل ينسجم معها بالحوار والمعرفة». من جهته ، اعتبر عبدالرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون العلاقات الدولية أن دور الوزارة يتضمن إيصال الموروث السعودي الى الآخرين بوسائل تضمن المصداقية في نشر ما لدينا، بغية توسيع دائرة الانتشار ليكون الآخرون صورة واقعية عما تعيشه بلادنا من نماء يرتكز على ارث تاريخي ثقافي. وأضاف الهزاع في حديثه ل «عكاظ» أن هناك تعطشا لدى الآخرين لمعرفة المخزون السعودي حيث اتضح من كمية الطلبات التي ترد إلى الوزارة وقد تم تضمينها في أجندة عام 2013 لتركز على إقامة أيام ثقافية سعودية وكذلك مشاركات من خلال معارض الكتاب والمعارض الدولية ومشاركات شخصية من خلال حضور فنانين سعوديين في الخارج. وشدد الهزاع على أهمية التبادل الثقافي مع الدول الأخرى من خلال تنظيمها لفعاليات ثقافية في المملكة معتبرا أن عملية التبادل الثقافي تضمن تمازج الحضارات وتعرف كل طرف على ما لدى الآخر و هي من باب نشر ثقافة الشعوب لدى الآخر. وتحدث الدكتور عبدالله العبيد في ندوة «حوار الحضارات في مواجهة التحديات» عن ضرورة إنجاح الحوار من خلال التعليم ووسائل الإعلام، كما تطرق الى أهمية الحوار بين أتباع الديانات ودور الأخيرة في انجاح آلية الحوار. من جهته أوضح جمال خاشقجي في حديثه ل«عكاظ» أهمية الحوار لضمان التعايش السلمي مطالبا بإضافة عناصر جديدة يحتمها علينا الوضع الراهن الذي يمليه الحراك السياسي في عالم اليوم من خلال تبادل الأفكار وإزالة الشكوك والانطلاق من الدوائر الضيقة باتجاه الأوسع. ورفض خاشقجي انحصار جلسات الحوار في الوقت الحاضر على طبقات النخب، معتبرا أن الاعلام الجديد يلعب دورا في فتح أفق أوسع ضمنت اتساع دوائر الحوار لتكون بين المثقفين وعامة الناس.