بدأ مجلس الأمن الدولي أمس مناقشة صيغة معدلة من مشروع قرار أمريكي يدعو الى نشر 30 مراقبا «غير مسلحين» مبدئيا في سورية، بعد أن اعترضت روسيا على مشروع القرار الذي تدعمه كل من فرنسا وبريطانيا، لكن نائبة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني ألمحت في تصريحات ل«عكاظ» إلى أن المجلس لمس بعض التغييرات الإيجابية في الموقف الروسي. وقال مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين إن مشروع القرار يحتاج الى الكثير من العمل عليها، مشيرا إلى احتمال أن تمتد المناقشات بشأنه حتى اليوم، في حين كان أعضاء آخرون في المجلس يأملون في إقراره أمس لكي يتسنى إرسال فريق طليعي من 30 مراقبا عسكريا إلى سورية هذا الأسبوع للإشراف على وقف إطلاق النار الهش استجابة لطلب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وذكرت بعثات كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ان مشروع القرار ستدعمه ايضا بريطانيا وألمانيا والبرتغال والمغرب. لكن مندوب روسيا قدم نسخة معدلة، وقال «وضعنا نصا أقصر. وتوصلنا الى تفاهم على انها يجب ان تكون مباشرة وعملية ومحددة بشأن نشر أفراد على الارض.. مجموعة أولية من فريق المراقبين». وأوضح دبلوماسي مشارك في المفاوضات الجانبية في أروقة مجلس الأمن أن روسيا تفاوض على كل عبارة في مسودة القرار، مبينا أن الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الأخرى تريد ضمانات أمنية معينة من النظام السوري وفرض شروط عليه وتحذيره من احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لم يف بالتعهدات التي قطعها لعنان. من جانبها، قالت قضماني ل«عكاظ» أن هناك تعاونا روسيا مع دول مجلس الأمن وأن موسكو بدأت تضع خطوطا حمراء لنظام الأسد. وحول التزام الجيش السوري الحر بالهدنة، أشارت الى إن مهمته تنحصر في الدفاع عن المدنيين وحمايتهم من جيش الأسد، موضحة أن أية عملية إطلاق نار على المدنيين تتطلب تدخله لأنه ملتزم بالدفاع عنهم. وفي سياق متصل، طالب عنان النظام السوري بالسماح بإقامة «ممرات إنسانية»،. ميدانيا، قصفت قوات النظام السوري جامع الغفران في حماة، وأطلقت النارعلى متظاهرين شاركوا في تظاهرات خرجت أمس تحت شعار (ثورة لكل السوريين) بما فيها تظاهرة في ساحة العاصي في حماة ما أدى الى سقوط 11 قتيلا في اليوم الثاني للهدنة حسب حصيلة أوردتها لجان التنسيق المحلية التي سجلت أمس 67 خرقا لوقف إطلاق النار من قبل النظام أبرزها في حلب وحمص. وهز وسط مدينة دير الزور البارحة دوي انفجار كبير سبقه إطلاق رصاص كثيف. ووقعت اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين في منطقة حدودية مع تركيا.