قصة الفتاة التي سجنها والدها 18 عاما بغرفة في المنطقة الشرقية لأسباب مجهولة، دون اعتراض أفراد أسرتها وأقاربها وجيرانها كما قالت جريدة «اليوم» ، جعلتني أستحضر فيلم «التفاحة» للمخرجة الإيرانية «سميرة مخملباف» عدوة التيار الديني في إيران. تبدأ المخرجة فيلمها بورقة كتب فيها «إلى مديرة إدارة الشؤون الاجتماعية نحيطكم علما بأنه في «فاليسار» بمدينة طهران على الطريق إلى «سافاه» في شارع «ساجدي» رقم 10 ، تعيش أو بالأحرى تكافح من أجل البقاء، عائلة تتكون من رجل وامرأة عمياء وفتاتين عمرهما 12 عاما، لم تخرج البنتان من المنزل مطلقا حتى إن بابهما موصد، ولا تستطيعان الكلام، ولم تقوما بالاستحمام منذ سنوات، وكل الجيران مستاؤون من الموقف، لكن لا أحد يجرؤ على التدخل، لذا فنحن الموقعون أدناه، نطالبكم باتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ الطفلتين» . ثم تبدأ أيادي الجيران بالبصم أو التوقيع على هذه الورقة التي كتبتها أخصائية اجتماعية لولاها لما فعل الجيران شيئا رغم أنهم كانوا يشاهدون ما يحدث 12 عاما. ولأن المخرجة «سميرة» تعرف جيدا أن الفن لا يحاكم أحدا بل يكشف لنا الواقع كما هو، تحضر السجان الأب ليبرر ما فعله، فتكشف لنا أن السجان هو ضحية أخرى أيضا، لأن سجنه لبناته كان بدافع الحب والخوف، وليس الكراهية. حين تسأله المشرفة الاجتماعية عن الأسباب التي دفعته لفعل هذا ؟ يؤكد الأب أنه كان ينفذ وصايا شيخه إذ أوصاه «البنت كالوردة إن سطعت عليها الشمس فسوف تذبل، ونظرة الرجل كالشمس والبنت كالوردة» ، ويكمل شيخه وصاياه : «إن هذا الأمر مثل أن تضع القطن بجانب النار، ولسوف تأكله النار» ، لهذا خوفا من أن تحترقا قرر حبسهما.. وهكذا تجعلنا المخرجة الرائعة «سميرة» نكتشف أننا لسنا أمام جريمة جنائية، بل أمام جريمة ثقافية، لهذا صمت الجيران عما حدث لفتاة الشرقية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]