لسماحة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام فكر ثاقب ورأي شرعي متمكن، وفي خطبة يوم الجمعة قبل الماضية تحدث فضيلته عن الفقر ومعالجته من خلال الخطبة الأولى والثانية فكان مما قال في الأولى: الفقر في نظر الإسلام بلاء ومصيبة، ولقد استعاذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من الفقر، وجعله قرينا للكفر: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر». وفي الحديث الآخر: «اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقِلة والذلة، وأعوذ بك من أن أظلِمَ أو أُظلَم». ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لو كان الفقر رجلا لقتلته». ونبه القرآن الكريم إلى أن الجوع عذاب ساقه الله إلى بعض الأمم الكافرة بنعمه: (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)، وفي المقابل فقد امتن الله على قريش بأن أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف. وفي الحديث: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» وفي المقابل كذلك فإن الغنى نعمة يمن الله بها على من يشاء من عباده، بل لقد امتن الله بذلك على حبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم، فقال عز شأنه: (ووجدك عائلا فأغنى) الضحى، ومحمد عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الهدى والتقى سأل معه الغنى، فقال: «اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى» رواه مسلم. ودعا لعبدالرحمن بن عوف في صحابة آخرين رضي الله عنهم، دعا لهم بالبركة في تجارتهم ودعا لخادمه أنس رضي الله عنه فقال: «اللهم كثر ماله» وقال عليه الصلاة والسلام: «ما نفعني مال كمال أبي بكر». وعند البخاري: «اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا صالحا متقبلا». وحسبكم قوله عز شأنه: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل عليكم السماء مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) . وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتجِرون في البر والبحر، ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الكسب أفضل؟ قال: «عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور» رواه أحمد. وإلى الغد لنرى أهمية معالجة الفقر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة