أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل وحذرهم من الغفلات. مشيرا إلى ان العمل في الإسلام عبادة وما تعدد نفعه وامتد أثره فهو أفضل عند الله وازكي وهذا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله واعزه وأمد في عمره على طاعته- فقد جعل الإصلاح شعار حكمه كان من احد معالم مسيرته الإصلاحية المظفرة تفقده لبعض أحياء الفقراء ومساكنهم ليقف على صور المعاناة. خادم الحرمين جعل الإصلاح شعار حكمه.. ومن معالم مسيرته تفقده أحياء الفقراء وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم امس بالمسجد الحرام بان القضية مألوفة وظاهرة في المجتمعات معروفة مشكلة في جميع الأمم والاعتصار والحضارات مسألة لا يخلو منها مجتمع ولا تنفك منها دولة مهما بلغ تقدمها وثراؤها وحسن إدارتها وسياساتها مشكلة ذات أبعاد اجتماعية وامتدادات سلوكية وجودها في امة أو دولة ليس مثلبة ولا عيبا ولكن نسيان ذلك وإهماله أو عدم النظر في أسبابه والسعي في علاجه هو المعيب وفيه مسؤولية .ذلكم هو الفقر والفقراء لقد عرفت البشرية الفقر منذ أزمان التاريخ التطاولية وإعصاره المتعاقبة وحاولت البشرية في مسيرتها الطويلة بمللها ومذاهبها ومفكريها وأنظمتها أن تحل مشكلة الفقر وتخفف من معاناة الفقراء بالترغيب والتهريب تارة وبالمواعظ والوصايا تارة وبالتنظير والمثاليات تارة وأحيانا بمبادئ متطرفة ذات اليمين أو ذات اليسار. ذلكم بما أثاره ويثيره هدامون من الاثارات والنعرات المذهبية بل إن المبادئ الهدامة والتوجهات السيئة تبني أو كارها وتقيم أفكارها في ربوع الفقر والحرمان والضياع .هذا بعض التصور والتصوير . أما في دين الإسلام دين العقيدة والشريعة والعبادة والمعاملة والدين والدولة .دين تبيان كل شيء، الدين الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الظلم إلى العدل ومن الفقر إلى الغناء .الدين الذي يصلح الدنيا بالدين. وقال فضيلته ان من رواسخ ديننا وثوابته إن لكل مشكلة حلا ولكل داء دواء فالذي خلق الداء خلق الدواء ومن قدر المرض قدر العلاج فالمرض بقدر الله والعلاج والشفاء بقدر الله . وإذا كان الفقر قدرا وبلاء فان مقاومته والسعي في الخلاص منه قدر وعلاج كذلك . الإسلام اقر حقوق الفقراء وضمنها وحفظها وحماها ووجه بالدفاع عنها منذ أكثر من 14 قرنا . صيانة للمجتمع وحفظا للأسر وإشاعة لروح الإخاء وسلامة للدين واستقامة للخلق . وأبان فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أن الفقر في نظر الإسلام بلاء ومصيبة تعوذ منها ووجه بالعسي للتخلص منها ليس في مدح الفقراء آية في كتاب الله ولا حديث صريح في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر وجعله قرينا للكفر اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك أن اظلم أو اظلم وعمر رضي الله عنه يقول لو كان الفقر رجلا لقتلته ونبه القرآن الكريم إلى أن الجوع عذاب ساقه الله إلى بعض الأمم الكافرة بنعمه .وفي المقابل فقد امتن الله على قريش بأن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف . وفي المقابل كذلك فإن الغنى نعمة يمن الله بها على من يشاء من عباده بل فقد امتن الله بذلك على حبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فقال عز شأنه ووجدك عائلا فأغنى وقال فضيلته إذا كان الأمر كذلك فإن الفقر نعوذ بالله منه حال يكون معها المرء عاجزا عن تلبية حاجاته من الغذاء والكساء والدواء والسكن والتعليم وفرص العمل . الفقر عدم الدخل أو نقص فيه يعجز معه الفقير عن تحقيق متطلباته من العيش اللائق بكرامة وحسن رعاية في حالة الفقر لا يستطيع الفقير القيام بمناشط الحياة وحيويتها ومن ثم تبرز صور من انتشار الأمراض وسوء التغذية والوفيات ونقص التعليم وقلة فرصه واستخدام الأطفال .من حق الفقير أن يتهيأ له مستوى من المعيشة ملائم لحاله تعينه على أداء فرائض الله وأعباء الحياة ويقيه من الفاقة والحرمان . وقال العمل في الإسلام عبادة وما تعدد نفعه وامتد أثره فهو أفضل عند الله وازكي مما كان قاصرا نفعه على صاحبه وأبواب العمل مفتوحة في الإسلام على كل مصارعها يختار منها الراغب ما يلاءم قدرته وكفاءته وخبرته وموهبته . فالتاجر الصدوق الأمين مع الصدقين والشهداء . وما أكل احد طعاما خيرا من أن يأكل من عمله . وما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انس إلا كان له به صدقة . وهذا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله واعزه وأمد في عمره على طاعته فقد جعل الإصلاح شعار حكمه كان من احد معالم مسيرته الإصلاحية المظفرة تفقده لبعض أحياء الفقراء ومساكنهم ليقف على صور المعاناة ثم اتبع ذلك بقرارات وسياسات وإنشاء مؤسسات تتولى معالجة ذلك واصدر توجيهاته لرجال الدولة لتنفيذ ذلك ومتابعته .