يعتبر الفشل الكلوي من المشاكل التي يعاني منها نسبة كبيرة من مجتمعنا السعودي، ويعد من الأمراض التي يصاحبها أمراض أخرى، فالكلية تعتبر من الأعضاء الحيوية لأنها تفرز العديد من الهرمونات المهمة بالنسبة لجسم الإنسان، ومنها هرمون الأيروثروبيوتين، ووظيفة هرمون الأيروثروبيوتين أنه يقوم بتحفيز نخاع العظم على إنتاج كريات الدم الحمراء، لذا فإنه عندما تبدأ الكلية بفقد قدرتها الوظيفية فإن قدرتها في إنتاج هذا الهرمون تقل، وتصبح غير قادرة على الإنتاج عندما تصل مرحلة الفشل الكلوي إلى المراحل النهائية، وعندما ينعدم هذا الهرمون فإن المريض يصاب بمرض فقر الدم. وفي الماضي كان الأطباء ينقلون الدم للمريض، ولكن نقل الدم قد يؤدي إلى مخاطر كثيرة منها الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ونقص المناعة المكتسبة إذا كان الدم ملوثا، ولكن شهدت الساحة الطبية تطورات في هذا الجانب فأصبح لدى الأطباء خيار طبي يمثل بارقة أمل بالنسبة للمرضى وهي الأدوية التي تحل محل هرمون الإيروثروبيوتين، ويعتبر علاج الميرسيرا أحدثها وأهمها لسببين، الأول إنه يعطى حقنة شهريا بينما الأدوية الأخرى تعطى أسبوعيا وهذا يسبب العديد من المتاعب للمرضى كونهم لا يلتزمون بالمواعيد وليس للبعض القدرة على المتابعة المستمرة للمستشفى ربما للظروف الاقتصادية، وللأطباء لأنه يصبح لديهم عبئ كبير لمتابعة الأعداد الكبيرة أسبوعيا. وأهم العوامل التي تعد مصدرا للإصابة بالفشل الكلوي في المجتمع السعودي قد يكون وراثيا أو مكتسبا مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والالتهابات الكلوية وانسداد المسالك البولية نتيجة لحصوات بولية أو وجود ورم في مجاري البول، ويبقى الحل الأمثل لمريض الفشل الكلوي هو العلاج الزراعي بزراعة الكلى وذلك وفق الشروط والحالة الطبية التي ينصح بها الطبيب المختص. وخير التوصيات في هذا الجانب هو حث المصابين بالداء السكري وارتفاع الضغط الدموي على الفحص الدوري للكلى، الكشف والعلاج المبكر لأمراض الكلى يقلل أو يمنع تطور المرض، التشجيع على اتخاذ التدابير الوقائية للمحافظة على الكلى، والتقليل من الإصابة بأمراض الكلى المزمنة وخاصة عند المرضى ذوي الخطورة العالية، توضيح الخطط العلاجية المتوفرة في حال الوصول لمرحلة الفشل الكلوي النهائي، والتأكيد على أن أنسب علاج لكثير من هؤلاء المرضى هو زراعة الكلى، حث أفراد المجتمع على التبرع بالكلى، وسلامة صحتكم. (*) استشاري المسالك البولية وزراعة الكلى في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة.