حذر مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء استشاري الأمراض الباطنية والكلى الدكتور فيصل شاهين، من إهمال أعراض مرض الفشل الكلوي وتداعياته لخطورتها على صحة الإنسان. وألمح إلى خطورة مرض فقر الدم الذي يصيب 90 في المائة من مرضى الفشل الكلوي المزمن، مبينا إن فقر الدم المصاحب لهذا المرض يعود إلى قصور يصيب الكلى ويفقدها القدرة على إفراز هرمون الأرثروبوتين المسؤول عن تحفيز نخاع العظام على إنتاج كريات الدم الحمراء. وأشار شاهين إلى أنه في السابق كان المريض ينقل له كميات كبيرة من الدم لعدة مرات وبصورة مستمرة للحفاظ على نسبة الهيموجلوبين في جسم المريض، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالات التعرض للدم الملوث الذي قد يتسبب في العديد من الأمراض الخطيرة مثل الكبد الفيروسي ونقص المناعة المكتسب وغيرهما. وأوضح أن الأمر اختلف على نحو حاسم مع التقدم الطبي الذي أتاح وجود عدة علاجات معوضة للارثروبوتين و من أهمها علاج الميرسيرا الذي أمكن عن طريقه توفير هرمون معوض للأرثروبوتين، يفعل على نحو مستمر مستقبلات هرمون الارثروبوتين في نخاع العظام، ما يعوض نقص إفراز الكلى التالفة للهرمون. ونوه إلى إن المريض يعطى ذلك العلاج مرة واحدة شهريا، ومن ثم أسهم في تقليل عدد زيارات المرضى لمراكز العلاج وبالتالي وفر وقت الأطباء والمستشفى والمعدات الطبية. وبين أن هناك العديد من العوامل التي تسهم في ظهور أمراض الكلى، لكن أهم العوامل المؤدية للفشل الكلوى المزمن تنقسم إلى عوامل أساسية مثل الإصابة المزمنة بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم وهو ما يحدث بنسبة 50 في المائة في معظم البلدان العربية، وهناك عوامل ثانوية تؤدي إلى قصور الكلى المزمن مثل بعض أمراض المناعة كالذئبة الحمراء والتهاب الأوعية، أو في حالة وجود تاريخ مرضي للفشل الكلوي في العائلة، وكذلك قد ينتج عن العدوى والالتهابات المتكررة فى المسالك البولية أو الحصوات المتعددة فى كلتا الكليتين. وأكد على أهمية علاج مريض السكر علاجا دقيقا للحفاظ على مستوى السكر في الدم فى الحدود الطبيعية بصفة منتظمة، وكذلك أهمية التزام مرضى ارتفاع ضغط الدم بالعقاقير الطبية والمتابعة السليمة للمحافظة على المعدل الطبيعى لضغط الدم. ولفت د. شاهين إلى أهمية علاج المرضى الذين يعانون من التهابات متكررة مثل صديد الكلى والحصوات علاجا سليما، مع الرعاية الطبية الدورية حتى لو لم يكن هناك شكوى من مرض معين، مشددا على أهمية تعميق ثقافة الفحص الدوري بما في ذلك تحليل البول وتحليل وظائف الكلى، مع الكشف بالموجات فوق البنفسجية على الكليتين.