الموقعة : الأهلي والشباب المكان : استاد الأمير عبدالله الفيصل. الزمان : السبت 22/5 الثامنة والنصف. الأهمية : قصوى. الهدف : دوري زين السعودي. كل تلك «إشارات إرشادية» مباراة أقل ما يقال عنها أنها مباراة الموسم، واللقاء (الحلم)، والكلاسيكو المنتظر بين «تماسيح» فتكت بكل من قابلته، وليوث ملأ زئيرها ردهات دوري المحترفين. الأهلي الذي نبدأ به بصفته صاحب الضيافة، ومالك النكهة الخاصة، والأقوى تهديفا ووصولا لمرمى خصومه ب «59» هدفا، وجه أجمل الرسائل، إلى جمهوره كتب «تستاهلون»، إلى منافسه القادم «ويلك»، إلى المحايدين «هذا أنا». سطر أمام الرائد أروع الفنون، وأزاح الخوف عن قلوب محبيه من ضغوط كانت تتهدد أحلامهم، وبدأ العزف مع مطلع الدقيقة «الخامسة» عن طريق «المكسب» محسن العيسى، وترسخ ذلك الرقم «5» في عقول اللاعبين الخضر، وتابعت الفرقة «الراقية» رسم اللوحة الأجمل، ومع توالي الدقائق أبى «أبناء خالد» أن ينهوا الشوط الأول دون أن يبعثوا بإشارة اطمئنان للجماهير الحاضرة من كل الزوايا، وليس أفضل من القائد ليضيف توقيعه عليها في الدقيقة 44 من زمن المواجهة، دون حراك رائدي ينبئ بالتغيير. وفي بداية الحصة الثانية من اختبار «تحديد قدرة» البطل أتى تيسير الجاسم من جديد بهدف يعني أشياء كثيرة أولها أن الأفضلية لا تتسع إلا لهذا الفتى. وبعد أن أبان الأهلي سيطرته لعبا ونتيجة جاء الرائدين ودقوا جرس إنذار بواسطة ديبا في الدقيقة 66 من عمر المباراة، ليحرك جمود «التمساح البارد» البرازيلي فيكتور سيموس، ويشعره أن الوقت حان ليظهر خفاياه، فكان الأخير في الموعد في العشر الأخير من اللقاء، ليكتب للمنافس عبارة «أنا هنا»، ويكمل الأهلي «لوحة الانتصار» ويستعد سريعا لمهنة «إسدال الستار» .. صدارة طردية بين الهداف والفريق الطرف الآخر، الشباب الذي يحسب له أنه الفريق الوحيد الذي لم يخسر، فريق شامل متكامل الأسماء والخطوط، فرض احترامه على الكل، وأثبت أنه رقم صعب يفوق أكبر الأندية جماهيرية وتمرسا. يحلم بتتويج مسيرته الخالية من الشوائب «الفنية» بلقب يكون بمثابة الحصاد، وأي حصاد هذا الذي يأتي في آخر النهار. البروفة الشبابية كانت أقل شراسة من الأهلي، حيث واجه الليوث أنصار المدينة الفريق الذي لا تعنيه المباراة لا كما ولا كيفا، حيث لا يملك من الطموح شيئا، لذا كان لزاما على الشمراني ورفاقه أن يستغلوا كل الفرص والأخير تحديدا لتحقيق مجد شخصي له، وليكتب وأصدقاؤه الرد بنفس اللغة «جيناكم» .. بين الشمراني ناصر وفيكتور سيموس يدور صراع الهدافين، وبين البرازيليين كماتشو وويندل تكمن مهمة «صناعة الفوز»، وبينما تميل للشبابيين الذين لم يدخل مرماهم سوى 15 هدفا، يتفوق هجوم الأهلي ب 59 هدفا، ويبقى قائد الأهلي تيسير الجاسم علامة فارقة في دوري زين كأفضل لاعب في الموسم، كل ذلك يشفع للجميع انتظار لقاء تختلف فيه كل المسميات والتوقعات، ليسدل مع صافرة نهايته الستار على أقوى دوري سعودي خلال عقد من الزمان، تخلله كل شيء مثير، تصاريح أحداث، تحديات إعلامية ورياضية، خروج عن المألوف أحيانا، وأخطاء عدة تحكيميا وتنظيميا، وحتى على مستوى الفرق، فإلى من تؤول النهاية، نترك ذلك للتوقعات والأمنيات على مدار الأيام المقبلة إلى أن يحين الموعد.